شهدت لبنان سلسلة من الانفجارات المتزامنة التي استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكية المعروفة بـ “البيجر”، والتي يستخدمها عناصر من حزب الله اللبناني، هذه الانفجارات أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من 2800 شخص، معظمهم من المدنيين.
ما هو جهاز البيجر
البيجر هو جهاز لاسلكي صغير كان يُستخدم بشكل شائع قبل انتشار الهواتف المحمولة لإرسال واستقبال رسائل نصية قصيرة أو تنبيهات، يعتمد عمل البيجر على إرسال إشارات عبر الشبكات اللاسلكية، وكان يُستخدم بشكل رئيسي في المستشفيات، والشركات، وبين رجال الأمن، وأحياناً قليلة بين الأفراد.
كيف حدثت الانفجارا
وفقًا لمصادر أمنية، يُعتقد أن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع كمية صغيرة من المتفجرات داخل أجهزة البيجر التي طلبها حزب الله من شركة تايوانية، هذه الأجهزة تم حقنها بمواد متفجرة قبل تصديرها إلى لبنان، مما أدى إلى انفجارها عند استخدامها.
تأثير الانفجارات
الانفجارات كانت محدودة النطاق نسبيًا، لكنها تسببت في إصابات خطيرة للأشخاص الذين كانوا يحملون أجهزة البيجر أو القريبين منهم، أظهرت مقاطع الفيديو التي راجعتها رويترز أن التفجيرات أصابت فيما يبدو الشخص الذي يحمل جهاز البيجر أو القريبين منه، مما أدى إلى بتر أصابعهم أو إصابتهم بجروح في الوجه أو عند الخصر حيث يوضع جهاز البيجر عادة.
ردود الفعل والتحقيقات
حزب الله أعلن أنه يجري تحقيقًا أمنيًا وعلميًا في أسباب التفجيرات، وتوعد إسرائيل بأنها ستنال “القصاص العادل”، تكهنت مصادر دبلوماسية وأمنية بأن سبب التفجيرات قد يكون انفجار بطاريات الأجهزة نتيجة ارتفاع محتمل في درجة حرارتها، لكن العديد من الخبراء يشكون في أن البطارية وحدها ستكون كافية لإحداث انفجارات بهذا الحجم.
تظل هذه الانفجارات تذكيرًا بالمخاطر التي يمكن أن تنجم عن استخدام التكنولوجيا القديمة في سياقات حديثة ومعقدة، التحقيقات مستمرة، ومن المتوقع أن تكشف المزيد من التفاصيل في الأيام القادمة.
