جزيرة سواكن السودانية المهجورة التي ربما لم يسمع بها أحد من قبل، أصبحت اليوم حديث العالم بعد أن طلبها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الرئيس السوداني عمر البشير وأجابه الأخير بكلمة ” نعم ” بل وقام البشير باستقبال الرئيس التركي وزوجته على الجزيرة، ليؤكد أردوغان بما تنوي عليه تركيا لهذه الجزيرة المهجورة بعد إدارتها لأجل لم يتم الإعلان عنه، بينما ما تم الإعلان عنه من قبل أردوغان أنه سيكون هناك ملحق آخر ولم يكشف عن تواجد تركيا على مكان آخر في السودان أم قصد استغلال الجزيرة بشكل آخر غير ذلك الذي تم الإعلان عنه بما فيه أن سواكن سوف تصبح وجهة جميع الحجاج الأتراك قبل أن يتوجهوا للحج من أجل السياحة، ونية تركيا على إحياء التراث العثماني فيها وإعادة ترميمها وتعميرها.
تقع جزيرة سواكن السودانية في الساحل الغربي للبحر الأحمر، وهي تبعد 70 كم عن ميناء بورتسودان ” أهم موانئ السودان”، كما تبعد 640 كم عن العاصمة السودانية ” الخرطوم”، وتبلغ مساحتها 20 كم، وقد كانت في البداية فقط تشمل الجزيرة حتى امتدت لتتصل بالبر عن طريق واحد فقط، لتصبح اليوم تشمل الجزيرة إضافة إلى الساحل، وهي تقع فوق جزيرة بيضاوية الشكل ترتفع عن سطح البحر الأحمر بحوالي 66 كم.
تمتعت جزيرة سواكن بمكانة كبيرة خلال الحكم العثماني وكانت من أهم موانئ العثمانيين على البحر الأحمر، حتى أصبحت مركز لإقامة حاكم مديرية الحبشة العثمانية، وقد رفض السلطان العثماني من قبل أن يضمها إلى الحجازأو إلى مصر خلال عهد محمد علي، لكنه أعطاها لمصر فيما بعد بشرط دفع الجزية، حتى دخل الإستعمار البريطاني إلى السودان لينقل الميناء إلى بورتسودان وينتقل معه أهالي جزيرة سواكن، لتصبح بورتسودان تدريجيا من أهم موانئ السودان وتصبح سواكن جزيرة مهجورة ما عدا بعض ساكنيها الذين سكنوا الأكواخ الخشبية بعد تآكل مبانيها، حتى قامت السودان مؤخراً باستغلالها لتصبح ميناء لتصدير النفط.
قامت قطر من قبل بطلب الجزيرة من الحكومة السودانية، وهو ما رفضته حكومة الخرطوم، حيث قدمت وعدا للسودان بتعمير سواكن وإعادة إحياء الميناء ليكون أهم موانئ البحر الأحمر وهو ما قابلته السودان بالرفض، ليتم تسليمها اليوم إلى تركيا لتكون تحت إدارة الحكم التركي.
انتشرت الروايات والأساطير الكثيرة حول جزيرة سواكن، حيث أكد البعض على أن تسميتها هي ” سوا – جن ” لكونها ذات مباني ضخمة لا يقدر على بناءها غير الجن، بينما أكد البعض أن أصلها هو سجون، حيث كانت تستخدم سجن للجن والإنس في عهد النبي سليمان، بينما أرجع البعض إلى تسميتها “سكن” حيث استخدمت للسكن في اللهجة المصرية التي تولت حكمها مرتين أثناء الحكم العثماني وكانت تدفع الجزية للعثمانيين مقابل إدارتها.
هل يمكن استخدام جزيرة سواكن السودانية كقاعدة عسكرية؟
بعد الإعلان عن استلام أنقرة لجزيرة سواكن وإعادة ترميمها، نشبت حربكلامية بين السعودية وتركيا وتكهن البعض بامكانية استخدام سواكن كقاعدة عسكرية موجهة ضد مصر خاصة في ظل التوتر التي تشهده العلاقات بين كلا من مصر والسودان، وهذا ما نفاه السفير المصري السابق محمد عرابي حيث أكد بأن سواكن لا تصلح ليتم استخدامها قاعدة عسكرية، بينما أشار ضاحي خلفان رئيس شركة دبي السابق بأن استيلاء أنقرة على جزيرة سواكن ما هو إلا مخطط تركي قطري بوضع قاعدة عسكرية في شمال السعودية وأخرى في جنوبها تقيمها في سواكن.