خلال الفترة الأخيرة تصاعدت التوترات في المنطقة بسبب المخاوف من احتمالية قيام إسرائيل بشن هجمات على المنشآت النفطية الإيرانية، وخلال الأيام الأخيرة تزايدت التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ هجماتها على حقول النفط الإيرانية، حيث كان هناك تبادل للتصريحات الحادة بين القادة الإسرائيليين والإيرانيين، وهذا الأمر أثار قلق الدول الخليجية بشأن الأمن والاستقرار في المنطقة.
الدول الخليجية المعترضة
اعترض بعض الدول على قيام إسرائيل بشن هجمات على حقول النفط الإيرانية، وهذه الدول هي الإمارات والسعودية وقطر، بالإضافة إلى الأردن التي انضمت أيضا لدعم قرار عدم شن هجمات على حقول النفط الإيرانية، حيث رفضت هذه الدول بشكل قاطع قيام إسرائيل باستخدامها مجالها الجوي لضرب المنشآت النفطية الإيرانية.
على الرغم من أن استخدام إسرائيل للمجال الجوي لهذه الدول العربية لضرب المنشآت النفطية الإيرانية، إلا أن هناك أسباب أخرى تتعلق بأمنها القومي ومصالحها الاقتصادية والسياسية، كما أن هناك سبب رئيسي وهو الخوف من ردود الفعل الانتقامية من قبل إيران، التي قد تستهدف المنشآت النفطية في الخليج العربي.
أسباب رئيسية للرفض
تهديد أمن واستقرار هذه الدول يعتبر واحداً من الأسباب الرئيسية لرفض ضرب المنشآت النفطية الإيرانية، حيث ترغب السعودية والإمارات وقطر والأردن في تجنب تصعيد عسكري يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، بالإضافة إلى تعرض منشآتها الحيوية للخطر.
الضربات الانتقامية المحتملة من الجانب الإيراني يمكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، لذلك رفض تنفيذ الضربات الإسرائيلية على المنشآت النفطية الإيرانية يعتبر الحل الوحيد لهذه الدول من أجل الحفاظ على أمنها واستقرار المنطقة، وكذلك حماية مصالحها.
الاقتصاد العالمي يعتبر أحد الأسباب المهمة أيضا وراء الرفض، حيث تعتبر منطقة الخليج العربي من أهم مصادر النفط والغاز الطبيعي في العالم، لذلك أي تصعيد عسكري يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في إمدادات النفط العالمية، فضلاً عن التأثير السلبي الكبير على الاقتصاد العالمي مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.
رد المجتمع الدولي
قرار شن الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النفطية الإيرانية أثار اهتمام المجتمع الدولي، وبالفعل تدخل من أجل منع هذا القرار، حيث دعا المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة إلى ضبط النفس وحل النزاعات بطرق سلمية ودبلوماسية، على الرغم من أن الولايات المتحدة تعتبر حليفاً رئيسياً لإسرائيل، ولكنها لعب دوراً مهماً في التوسط لمحاولة تخفيف حدة التوتر بين الطرفين إيران وإسرائيل.
تصريحات بايدن
بالنسبة لموقف الرئيس الأمريكي جو بايدن فقد حض إسرائيل بالفعل على عدم استهداف المنشآت النفطية الإيرانية، كما أنه شدد على ضرورة التفكير في بدائل أخرى لتجنب التصعيد العسكري في المنطقة.
أكد الرئيس جو بايدن أيضا على أهمية حشد دول العالم لتفادي اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم حق إسرائيل في الرد العسكري ولكن يجب أن يكون الرد محسوباً لتجنب فتح جبهة جديدة في الصراع، ولكي لا يتوسع الصراع أكثر من ذلك.