الأزمة اللبنانية إلى أين؟، حيث تناقل العديد من رواد منصات التواصل الاجتماعي في لبنان في الساعات الماضية صورة توضح مدى تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، أظهرت تلك الصورة عدد من قطع جبن “كيري”، والتي تم صفها على أحد أرفف محلات البقالة حتى يشتريها الغير قادرون على شراء علبة من الجبن، مما يوضح بما لا يدع مجالاً للشك الصورة المزرية التي أضحت لبنان فيها اقتصادياً حتى أمست أغلب الأسر هناك عاجزة عن شراء الضروري من السلع الغذائية، وذلك بسبب الارتفاع المهول والجنوني في الأسعار والناتج عن انخفاض القيمة الشرائية لليرة اللبنانية بشكل لا يصدقه عقل.
ناقشت صحيفة التلغراف البريطانية في يونيو الماضي الأزمة اللبنانية وقصة تهاوي الاقتصاد اللبناني وتداعياته على منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص. وفي تقرير صحفي لمراسل شؤون الشرق الأوسط، كامبل ماكديارميد، وتحت عنوان “مع تهاوي الاقتصاد اللبناني، حتى الأثرياء لن يكونوا آمنين”.
وفي سياق التقرير قال كامبل ماكديارميد أن ملاك الوحدات السكنية في منطقة الجميزة في بيروت. أضحوا يطلبون قيمة الإيجار بالدولار الأمريكي. حيث وصل سعر الليرة اللبنانية إلى أرقام عالية من التدني، وسجلت في الأسبوع السابق عن كتابة التقرير 15300 ليرة مقابل الدولار الأمريكي.
وأشار كامبل، إلى أنه بالرغم من المؤتمر الذي أعلنت عنه فرنسا لجمع التبرعات إلى الجيش اللبناني. لكن قائد الجيش ميشيل عون قال في حديث صحفي له بأن “الجنود يعانون الجوع أيضاً مثل بقية المواطنين”.
وفي ختام تقريره قال مراسل شؤون الشرق الأوسط في لهجة تحذيرية “عند إلقاء نظرة إلى الحرب الأهلية اللبنانية، لا يجب إغفال هذه التحذيرات، حتى من جهة الأثرياء المنعزلون عن باقي المجتمع، حيث أن الخلافات السياسية منعت تشكيل حكومة جديدة. وذلك منذ استقالة حسان دياب رئيس الوزراء عقب انفجار مرفأ بيروت“.
هل من أمل لإيقاف هذا الانهيار الاقتصادي وتخطي الأزمة السياسية الحالية؟
تقول أستاذة العلاقات الدولية بالجامعة اللبنانية “ليلى نقولا“، بأن الأمل في ائتلاف الفرقاء اللبنانيين وتشير أيضاً “الحل مفتاحه يجب أن يكون من الخارج إلى الداخل وليس العكس”. وتعتقد أن هذا الأمر ذاته يعتبر مشكلة فعلية، حيث أن أي تسوية إقليمية ستؤدي بطبيعة الحال إلى الضغط على الفرقاء في الداخل بقبول تلك التسوية.
شروط سعودية تعجيزية
وتقول الدكتورة ليلى نقولا أيضاً “نحن نعلم أن هناك اليوم رئيس حكومة تمت تسميته وتكليفه. لكن هناك شروط سعودية تعجيزية، حيث ترفض دخول سعد الحريري دخول حكومة يتواجد فيها حزب الله، هذا بالرغم من أن المشهد الحالي في لبنان يقول بأنه لا يمكن لأحد أن يشكل حكومة في لبنان دون أن يكون فيها على الأقل شخص يسميه حزب الله. حتى وإن كان غير حزبيا”.
وتنهي أستاذة العلاقات الدولية حديثها بأنها ترى بأن مفتاح الحل هو بداية تسوية إقليمية. تنسحب حتما على لبنان. ثم ضغوطات دولية تتبع ذلك مثلما يفعل صندوق النقد الدولي والدول المانحة للقيام بإصلاحات.