تم اكتشاف موقع أثري هام يضم قبوراً قديمة ومنحوتة بالصخور أثناء إجراء إحدى عمليات الحفر الروتينية لبناء قواعد جسر سيارات جديد في مدينة بنغازي، ويعود تاريخ هذه المقبرة إلى بداية تأسيس المدينة في الفترة التي ما بين عام 525 ق.م إلى عام 515 ق.م، حيث كانت المدينة تُعرف حينها باسم “يوسبريدس أو هوسبريدس”.
وتقع هذه المدينة في منطقة تعرف باسم منطقة “السلماني”، و تم تحديد هذا الموقع الأثري ليكون من بين أكبر المناطق في المدينة في عام ١٩٧٨، وهو يعتبر من بين المناطق التي تُخفي تحتها الكثير والكثير من الكنوز الأثرية العظيمة.
وبعد أن تم الإعلان عن الخبر، انقسمت آراء المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب الفريق الأول بوقف مشروع تنفيذ هذا الجسر أو تحويله إلى مسار آخر، من أجل حماية الموقع الأثري، بينما رأى الفريق الآخر الاستمرار في إنشاء الجسر نظرًا لأهميته الأكبر مقارنة بحماية القبور الأثرية القديمة.
ويقع هذا الموقع الأثري تحت الرصيف مباشرة على عمق أقل من النصف متر، وحاليا قد تمت إحاطته بسياج، كما يتم تأمينه طوال اليوم من قبل دوريات أمنية لمنع الاعتداء عليه.
ومن المعتقد أن هذا الموقع الأثري يعد مدخل مقبرة ضخمة وأنه من بقايا المدينة القديمة “يوسبريدس”.
وتضم المقبرة خمسة قبور مختلفة في الحجم، والغريب أن القبور سليمة ولا تحتوي على أي توابيت ولا عظام بشرية، ولا حتى يوجد عليها أي نقوش تكشف عن تاريخها أو هوية أصحاب هذه القبور.
وينضم هذا الموقع الأثري الجديد إلى قائمة طويلة من المواقع الأثرية المهددة التي تعود إلى بداية تأسيس المدينة، حيث تعتبر هذه المواقع مهددة بسبب أعمال إعادة الإعمار والتنمية التي تشهدها المدينة حاليًا منذ بداية العام الماضي.
ومن بين هذه المواقع، “المدينة السفلية الأثرية” التي تقع أيضًا في مدينة بنغازي والتي تحتوي على أهم البقايا الأثرية لمدينة يوسبريدس القديمة، وهي من بين الآثار الأكثر تأثرًا، وحتى الآن، لا يُعرف مصيرها حيث قد بدأت أعمال البناء في موقعها في منطقة الزريرعية، مما دفع “مراقبة آثار بنغازي” إلى أن تطالب بوقف أعمال الجرف في المنطقة، وحذرت من خطورة هذا الأمر على التراث القومي.
وناشد ناصر الحراري، وهو مراقب آثار في بنغازي، بالتدخل لإيقاف ما وصفه بالاعتداء والتخريب على المواقع الأثرية في المدينة، واعتبر ما يحدث في هذه المدينة اعتداءً وجريمة في حق التراث الحضاري، مؤكدًا أنه يشكل خطرًا كبيرًا على التراث، وطالب السلطات المدنية والعسكرية والأمنية في المدينة بوقف كل هذه الأعمال.
وفقًا للمصادر التاريخية، فإن يوسبريدس أو هسبيريدس تعني “حدائق التفاح الذهبي”، وهي مدينة إغريقية قديمة تقع على الساحل الشرقي لليبيا، وتقع في إقليم سيرين (برقة حالياً).