اقتحام مصارف لبنان، ما الذي يجري؟ وإلى أين تتجه الأزمة؟

الاقتحام الثالث، والذي حدث في الرملة البيضاء، يشرح بالتفاصيل أبعاد الأزمة وأسبابها، حين توجه أحد الشباب المودعين بأحد المصارف بالمدينة، لإدارة البنك يطلب منهم استلام وديعته التي تقدر بمبلغ 50 ألف دولار أمريكي، بعد أن تم تجميد تسليم الودائع للمودعين بالبنوك منذ ثلاث سنوات.

الشاب لديه 7 أولاد، وبلا عمل منذ ثلاث سنوات، ويحاول شهريا التفاوض مع البنك ليحصل على وديعته أو جزء بسيط منها لمصاريفه، فلا يحصل في كل مرة إلا على مبلغ مليوني ليرة والذي يساوي تقريباً 40 دولار أمريكي بعد انهيار سعر صرف الدولار حتى وصل إلى 38 ألف ليرة للدولار الأمريكي الواحد.

بعد محاولات عديدة للحصول على وديعته، اضطر الشاب لحمل سلاح صيد، واحتجز مدير البنك والموظفين، للحصول على وديعته، ويجري الآن التفاوض معه للحصول على 25 ألف دولار، بينما يطالب هو بالحصو على 35 ألف دولار.

وإن كانت هذه المحاولات في الواقع تظهر على أنها محاولات اقتحام للبنوك إلا أنها في الحقيقة محاولات لليائسين للحصول على حقوقهم المشروعة، في ظل تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في لبنان، لذلك تصطف الجماهير اللبنانية خارج المصارف للتضامن مع المقتحمين، يهتفون بأسمائهم لتشجيعهم على الاستمرار لأنهم أصحاب حقوق من وجهة نظر الجماهير الغاضبة.

8 اقتحامات حتى الآن للمصارف اللبنانية، والعدد مرشح للارتفاع، بعضهم قام بتسليم نفسه للشرطة، والبعض يجري التفاوض معه، والعلاج لن يكون إلا بتكاتف الجميع، وإقرار القوانين الكفيلة بعلاج تلك الأزمة من جذورها.

هناك تكهنات بفرض حالة الطوارئ في لبنان، وأعلنت جمعية المودعين اللبنانيين أنها ترفض الترويج لنظرية المؤامرة، وهناك سلسلة من الإجراءات العاجلة، اتخذتها جمعية المصارف اللبنانية، أولها الإغلاق لمدة ثلاثة أيام، وطالبت الجيش بحماية المودعين المتواجدين أمام المصارف، وأفادت بأن المودعين يسيطرون الآن على 8 مصارف لبنانية.

وفي تصريح عاجل لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية قال: “نواجه أزمة صعبة جداً”، وأفاد وزير الداخلية بأن الحكومة تحمي المودعين والنظام العام ونطبق القانون، وطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن الداخلي في لبنان.

نرفض اقتحام المصارف بالقوة، وكذلك نطالب باسترجاع الحقوق للمودعين، وهذا نتيجة حتمية للتمزق الطائفي والسياسي وحالة العزلة التي تعيشها لبنان منذ سنوات، وللقوانين التي تصدر بشكل عشوائي وغير مدروس، ويجب التكاتف بين جميع الأطراف السياسية في لبنان لحل تلك الأزمة التي يمكن أن تعصف بلبنان الحبيب.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.