لأي منقلب ينقلبون، من يهدرون الدم ويقتلون الاطفال، اي ديانة واي قانون لا يوجد شيء في تاريخ البشرية بأكملها يرضي ويساند ما يحدث للأطفال في سوريا، وما يعانونه من قتل وتعذيب وتشريد من منازلهم وجوع وقهر يتحملون ما لا يتحمله بشر ويقف العالم اجمع مكتوف اليدين اصم وابكم لا يحرك ساكنا امام ما يحدث لهؤلاء الاطفال، ويكتفي البعض بزرف الدموع حين يرو مشهد لطفل اما مقتول أو مجروح أو تم انقاذه من تحت الانقاض متمسكا بالحياة كالطفل عمران.
عمران الطفل السوري الذي قد انقذته فرق الانقاذ من تحت الانقاض وانهالت عليه كاميرات التصوير لترصد حالته وتنشر صورته لتثير العديد من المشاعر وتزرف لها الكثير من الدموع تعاطفا مع هذا الطفل الذي جلس متماسكا، يزيل اثار الاوساخ من يديه ويمسحها في الكرسي يالي هذا الكم من البراءة، تمالك نفسك يا صغيري، الاوساخ ليست على يديك الاوساخ ملئت الدنيا من حولك وانت بحالتك هذه تملك بريق الشمس المتوهجة في اعين البشرية جمعاء، والتي لطالما عجزت من أن تنظر في وجهها حتى لا تخطف ابصارهم، تمالك نفسك يا صغيري فانت بهذا الشكل الصامد غلبت بقوتك جيوش الامم المتخاذلة، العاجزة اما انت فمتمسك بهذه الحياة رغم قسوتها عليك.
من هو الطفل عمران ومن هي واين عائلته؟
الطفل السوري عمران دقنيش، واحد من الاطفال الذين شهدوا المجازر في سوريا المنكوبة، ولقد اهتز العالم بأجمعه لصورته التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تظهر الطفل عمران صامت ووجهه الصغير مغطي بالدماء المختلطة بالأتربة اثر انتشاله من تحت الانقاض، وكان الطفل صامت لا يبكي ولا يبدي اي علامة تجعله يعبر عما يشعر به في هذه اللحظات، ولقد تابعت قوات الانقاذ انتشال باقي اسرة عمران من تحت الانقاض.
نشرت صحيفة “تليجراف” البريطانية صورة الطفل بجوارها عنوان (صورة تصدم العالم )والعنوان الرئيسي (اهوال حلب )وتكلمت عن الامر بشكل سريع ملخصتا اياه، عمران دقنيش الطفل السوري الذي يبلغ ال5 سنوات من عمره، بعد القصف الشديد الذي تم لأحد المباني في حلب المنكوبة، واكدت الصحيفة أن عمران كان محل الحوار في العديد من الوسائل الإعلامية، والذين اعتبروا أن ما عبر عنه هذا الطفل بصمته هو وصف مبسط ودقيق لما يحدث في سوريا وحلب يوميا، ولقد تناولت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الغربية هذه الصورة للطفل عمران، حيث عبر الجميع عنها بأنها ابكتهم لا محاله.
وفي تغريده لاحد الصحفيين السعوديين ذكر (بأي ذنب قصف عمران)صاحب ال5 سنوات وقال أيضاً أن صورة الطفل عمران اوجعت قلبه وهي تعبر عن الاف الاطفال في سوريا وغيرها يقعون ضحايا الحروب، والجدير بالذكر أن عمران قد كان أول الناجين من اسرته وتلاه اخته وبعدها تم انقاذ الوالدين، وتم نقلهم جميعا الي المستشفى لتلقي العلاج وكانت اصابة عمران ليست بالخطيرة وتم اسعافه بشكل سريع.
اطفال عانت وكتبت في تاريخ معاناة الاطفال واهتز لها العالم:
الطفل حمزه الخطيب الذي استشهد اثناء خروجه وعائلته ضمن الاف المتظاهرين لينادوا برفع الحصار عن درعا والذي تم اصابته في كلتا ذراعيه بالرصاص الغادر ومن بعدها انتشرت صورة له وفيديو تم تداوله، وهو جثة هامده قد تم التمثيل بها بتحطيم اسنانه وقصم رقبته وقطع اعضائه التناسلية، ولم ينساه العالم قط بل اهتز الرائي العام لما شاهده بأم عينه من هول التعذيب الذي لاقاه الطفل السوري حمزه.
الطفل آلان الذي قد وجد على ضفاف شاطئ البحر لمدينة بودروم التركية وهو ملفي على وجهه جثة هامده والامواج تداعب وجهه الملائكي، والذي واجهه وعائلته الموت غرقا حين لجأوا الي الفرار من الموت في سوريا الي احد الزوارق التي يستخدمها سماسرة الهجرة، والتي قد انقلبت بمن فيها بعد تعرضها للأمواج حتى يلاقي معظم من كان يركبونها الموت غرقا، وهز الطفل آلان العالم.
وغيرهم الكثير من الاطفال التي عانت مرار الحروب، والم التشرد وجشع الحكام، هل يكون الطفل عمران هو اخر من يواجه هذا الالم، ام أن منظومة الحروب لازالت مستمرة، ويشهدها جيل تلو الاخر.