- كتب: محمد هلال.
- الممثل ” محمد رمضان ” تحول من ظاهرة فنية تتفق أو تختلف عليها، إلى حالة اجتماعية لن أقول مثيرة للجدل، بل أن التوصيف الأدق لها مثيرة (للاشمئزاز) وحتى أكن منصفا، لا يمكن الطعن في موهبة محمد رمضان ولكن الطعن منصبا على قيم وأفكار بل وضمير محمد رمضان ذاته، فمحمد رمضان الذي أشاد بيه الفنان العالمي ” عمر الشريف ” قبل أن ينخرط رمضان في سلك ” فن السلاح الأبيض ” ليس هو محمد رمضان الآن الذي حول المجتمع المصري بأعماله، لن أقول الفنية بل الاجرامية، إلى مجتمع يلجأ في حل نزاعاته ومشاكله حتى الوقتية في الشارع، والتي قد تحدث بمحض الصدفة، إلى السلاح كملاذ أول وأخير للتفاهم.
حقيقة صنعها محمد رمضان ولا يمكن أنكارها تحت أي توصيف، حتى ذاك التوصيف الهش الذي دائما يسوقه محمد رمضان للدفاع عن نفسه، أنه ينقل واقع مجتمع ولا يصنعه، ولكن أقولها كما قالها الفنان الكبير ” محمد صبحى” أن الفنان كالمعلم، يصنع اجيالا تقلده وتقتدى بيه، ومن ثم أن افلام مثل (فيلم الألماني – فيلم عبده موته – فيلم قلب الأسد) ليست مجرد نقلا للواقع كما يدعى رمضان، بل هي (سبوبة) وجد رمضان المجتمع منبهر بها لأنه لم يتعود عليها ثم حاكها وقلدها، وفي كل هذا زادت أرصدة رمضان البنكية فضلا عن الشهرة والتميز.
ولم يكن مسلسل الأسطورة الأخير والأحدث في سلسلة اعمال رمضان التي ستحول المجتمع المصري إلى مجموعة من الشبيحة، تطاردهم رجال الامن في الأزقة والحوارى، الا جزء من سلسلة يبدو أنها لن تنتهى ابدا الا بالقانون، نعم القانون الذي يجب أن يعاقب من يقتل سماحة الشارع المصري وأخلاقه، فحتى عندما حاول رمضان في مسلسل الأسطورة أن يعطى نموذج شبه خلوق، في صورة الشاب شقيق تاجر السلاح، والذي اصر رمضان أن يقوم بالدورين معا لحكمة لم نعلمها الا بعد، وهى أنه سوف يقتل البلطجي ليتحول شبه المحترم إلى بلطجي، وكأن محمد رمضان لا يمل ولا يكل أن يصدر البلطجة إلى أنفس الشباب، عبر الشاشات، وعلينا أن ننتظر في اجازة العيد القادمة ” الشياطين التي صنعها رمضان” في مسلسل الاسطورة متمثلة في البلطجة التي اصبحت سمة، اعطاها رمضان علامة مميزة بحلق الراس واطلاق اللحية بشكل أن عمم في الشارع المصري، كفيل وحده أن يقتل السياحة في مصر بشكل لم تفعله حتى سقوط الطائرة الروسية في شارم الشيخ.
أن الفن رسالة تنقل الواقع الإيجابي، ليتعلم منه المجتمع فيرتقى ويسمو، ولم يكن ابدا الفن مدخلا من مداخل تدمير الذات، فيتحول الشارع المصري بأمنه وأمانه وسماحته وقيمه، إلى غابة يغيب فيها القانون وتحارب فيها الدولة.
والرسالة الآن إلى محمد رمضان، لا يكفي أن تخرج علينا في برنامج تلفزيوني، لتقابل طفلا مريضا، لترفع من معنوياته وعلى الطرف الأخر تهدم بأعمالك، كل القيم التي قد تخلق من هذا الطفل مواطنا صالحا، عليك أن تنقذ وانت في سن ال 28 من عمرك روح الفنان بداخلك، وتصون موهبتك ولا تجعلها رهنا للمادة وبريق الشهرة الزائفة التي سوف تزول سريعا، لا يجب ابدا عليك أن تخلق الاجرام داخل الحارة المصرية، وانت لا تعبأ، لسبب بسيط أن سكنك في كامبونت مغلق لن تقع عيناك فيه يوما، على بلطجي صنعته انت بأعمالك المسماة فنيه، يعيث في الأرض فسادا وظلما.