“ترامب أم هاريس” : أبرز قضايا الشرق الأوسط المطروحة أمام ساكن البيت الأبيض الجديد

اليوم تتجه أنظار العالم بأسره نحو الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هذا الحدث الذي يشبه عاصفة سياسية تجتاح كل زاوية من زوايا الكرة الأرضية من واشنطن إلى بكين، ومن موسكو إلى الرياض.

صورة 1
الانتخابات الأمريكية

هذه الانتخابات ليست مجرد حدث محلي لاختيار رئيس جديد، يقتصر تأثيره على الولايات المتحدة فقط، بل يمتد ليشمل كافة أنحاء العالم.

كل أربع سنوات، تتجدد هذه اللحظات التي تحمل في طياتها تغييرات جذرية تتجاوز الحدود الجغرافية، هي لحظة حاسمة تؤثر نتائجها على تشكيل العلاقات الدولية والتحالفات الاستراتيجية والسياسة العالمية والاقتصاد الدولي، وتؤثر على استقرار مناطق بأكملها، من الشرق الأوسط إلى أوروبا وآسيا. كما تعيد الدول تقييم سياساتها الخارجية بناءً على التوجهات الجديدة للإدارة الأمريكية.

صورة 2
الانتخابات الأمريكية

ومع تزايد التكهنات حول من سيكون الساكن الجديد للبيت الأبيض والقائد الجديد لأكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم يجب أن نعلم أولاً أن الشعب يعبر عن آرائه وتوجهاته من خلال صناديق الاقتراع. يختار الناخبون مرشحهم إما بناءً على توجه وانتماء حزبي أو بناءً على السياسات الداخلية مثل الاقتصاد، معدلات التضخم، البطالة، قوانين الرعاية الصحية، والهجرة. هذه كلها أمور داخلية تهم الشعب الأمريكي بشكل مباشر، ولا يهتم الناخبون عادةً بالسياسات الدولية وتأثيرها على دول العالم.

إن هذه الانتخابات تفتح الباب أمام نقاشات واسعة حول القضايا العالمية خاصة تجاه القضايا التي تهم الشرق الأوسط؟ مما يجعل من هذه الانتخابات حدثًا لا يمكن تجاهله.

صورة 3
الانتخابات الأمريكية

ويبقى السؤال الأهم: كيف ستؤثر نتائج هذه الانتخابات على مستقبل العالم وهناك اختلافات واضحة بين توجهات كل من دونالد ترامب وكامالا هاريس تشمل ما يمكن توقعه في حال فوز أي منهما على سبيل المثال:

الملف الاقتصادي وقضايا المُناخ : 

ترامب: يفضل سياسات خفض الضرائب على الفئات الأكبر دخلاً والشركات الكبرى، ويميل إلى تطبيق الرسوم الجمركية على نطاق واسع لتمويل هذه التخفيضات، مما قد يؤدي إلى زيادة الأسعار للمستهلكين الأمريكيين. قد يعيد الخروج من اتفاقية باريس بشأن تغيّر المناخ ويخفض الدعم المقدم للطاقة المتجددة، لأنه داعم لاستخدامات الوقود الأحفوري.

هاريس: تخطط لزيادة الضرائب على الشركات الكبرى، والإلغاء التدريجي لتخفيضات ضريبة الدخل الشخصي، والتوسع في قوانين التأمين الصحي، مع إعطاء الأولوية لمكافحة تغيّر المناخ ودعم اعتماد الطاقات المتجددة.

صورة 4
الانتخابات الأمريكية

القضية الفلسطينية والعلاقة مع إسرائيل:

دونالد ترامب: معروف بدعمه القوي لإسرائيل، وخلال فترة رئاسته الأولى، اتخذ ترامب خطوات مثيرة للجدل مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، وقدم دعمًا غير مشروط للحكومة الإسرائيلية في مواجهتها العسكرية مع الفلسطينيين، وأوقف المساعدات عن السلطة الفلسطينية، كما قطع التمويل عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وأغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، كما أطلق “صفقة القرن” التي رفضها الفلسطينيون واعتبروها محاولة لتصفية قضيتهم.

من المتوقع أن يستمر في دعم السياسات الإسرائيلية بقوة، مع تقليل الضغط على إسرائيل فيما يتعلق بالقضايا الفلسطينية، أو فكرة حل الدولتين أو تقديم الدعم للفلسطينيين.

ومن غير المرجح أن يضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات، وقد يستمر في سياسات الدعم العسكري والاقتصادي لإسرائيل في أي عمليات عسكرية ضد غزة والضفة الغربية، مما قد يزيد من التوترات في المنطقة.

كامالا هاريس: بينما تدعم هاريس أيضًا إسرائيل لكن لم تتخذ مواقف حادة مثل ترامب، وقد تكون أكثر انفتاحًا على حل الدولتين، وتسعى لاستئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين والتوصل إلى حلول دبلوماسية لتخفيف التوترات كوسيلة لتحقيق السلام.

ومن المتوقع أن تعيد هاريس التمويل للأونروا بهدف تحسين الظروف المعيشية وتعزيز الاستقرار، ومع ذلك، لم تبتعد كثيرًا عن سياسة إدارة بايدن التي تقدم دعمًا قويًا لإسرائيل.

صورة 5
دونالد ترامب

العلاقات مع دول الخليج وإيران: 

ترامب: يسعى لتعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي، خاصة السعودية والإمارات، انطلاقًا من صفقات الأسلحة والتعاون الاقتصادي.

ويتبنى ترامب موقفًا صارمًا تجاه إيران، حيث انسحب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات اقتصادية عليها، ومن المرجح أن يستمر في هذه السياسة الصارمة لتقليص نفوذها في المنطقة، إذا عاد إلى الرئاسة وهذا النهج قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع إيران وحلفائها.

هاريس: قد تعيد تقييم العلاقات مع دول الخليج، مع التركيز على الإصلاحات السياسية، بالإضافة إلى التعاون الأمني والاقتصادي، ومن المتوقع أن تحاول هاريس إعادة التفاوض مع إيران بشأن الاتفاق النووي، مع التركيز على الدبلوماسية لاحتواء برنامج إيران النووي وتقليل التوترات في المنطقة.

صورة 6
دونالد ترامب vs كامالا هاريس

ترامب : قد يستمر في تقليل الوجود العسكري الأمريكي في سوريا والعراق، كما سيدعم التدخل الإسرائيلي للأراضي اللبنانية لضمان أمن إسرائيل، مع التركيز على دعم الحكومة العراقية والحلفاء المحليين مثل الأكراد في مكافحة الإرهاب، من خلال الضربات الجوية والدعم اللوجستي ولكن دون التورط في الشؤون الداخلية بشكل كبير، كما يسعى إلى علاقات قوية مع تركيا، رغم التوترات المتعلقة بشراء تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخي الروسية S-400، مع التركيز على التعاون في مكافحة الإرهاب والاقتصاد.

هاريس: يمكن أن تتبنى نهجًا أكثر دبلوماسية، مع التركيز على الحلول السياسية للأزمة السورية، ودعم دور الحكومة اللبنانية ومؤسساتها ضد حزب الله، وتعزيز التعاون مع الحكومة العراقية مع الحفاظ على بعض القوات لحماية مصالحها ومكافحة الإرهاب وضمان الاستقرار في المنطقة. وقد تتبنى نهجًا أكثر حذرًا تجاه تركيا، مع التركيز على حقوق الإنسان والديمقراطية، بالإضافة إلى التعاون في الشأن الاقتصادي.

ملف حقوق الإنسان:

دونالد ترامب: لم يكن يولي اهتمامًا كبيرًا لقضايا حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، وكان يركز أكثر على المصالح الاقتصادية والأمنية للولايات المتحدة.

كامالا هاريس: تعبر عن اهتمام أكبر بحقوق الإنسان، وتدعو إلى إصلاحات سياسية في الدول العربية، مع التركيز على دعم حقوق المرأة والأقليات.

التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة: 

دونالد ترامب: كان يسعى إلى تقليص التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، مع التركيز على تقليل النفقات العسكرية وتحميل الحلفاء مسؤولية أكبر في الدفاع عن أنفسهم.

كامالا هاريس: تدعم الحفاظ على التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة لضمان الاستقرار، ولكنها تدعو إلى تقليل التدخلات العسكرية المباشرة والتركيز على الحلول الدبلوماسية.

صورة 7
الانتخابات الأمريكية

التوقعات في حالة الفوز:

دونالد ترامب: إذا فاز ترامب، من المتوقع أن يستمر في سياساته السابقة التي تركز على دعم إسرائيل بشكل غير مشروط، وزيادة الضغط على إيران، وتقليص التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة.

كامالا هاريس: إذا فازت هاريس، من المتوقع أن تستمر في دعم حل الدولتين، مع تعزيز الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات في المنطقة، ودعم حقوق الإنسان والإصلاحات السياسية في الدول العربية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.