في ليلة كروية مشتعلة، كانت الأنظار كلها موجهة نحو ملعب كامب نو حيث التقى عملاقا أوروبا، برشلونة وبايرن ميونخ في مواجهة حاسمة بدوري أبطال أوروبا، ولكن ما حدث على أرض الملعب كان بمثابة الصدمة لعشاق البافاري، هزيمة قاسية بنتيجة 4-1 لصالح برشلونة قلبت الموازين وأثارت العديد من التساؤلات حول مستقبل بايرن تحت قيادة فينسنت كومباني.
بداية مأساوية وانهيار مبكر
البداية لم تكن مبشرة، بل كانت كارثية بالنسبة لبايرن، بعد صافرة البداية احتاج برشلونة إلى دقيقة واحدة فقط لفتح باب التسجيل عن طريق رافينيا، مما أربك الدفاع البافاري، هذه اللحظة كانت بداية السقوط المدوي، ومع أن بايرن استطاع تعديل الكفة مؤقتًا بهدف لهاري كين في الدقيقة 18، إلا أن السيطرة الكتالونية كانت واضحة، وفي أقل من نصف ساعة وجد الفريق الألماني نفسه متأخرًا بهدفين إضافيين، أحدهما من المهاجم السابق لبايرن، روبرت ليفاندوفسكي، في لقطة مليئة بالدراما.
بعد المباراة، ظهر فينسنت كومباني، المدير الفني لبايرن ميونخ، ليعبر عن استيائه من الخسارة التي وصفها بـ”الواضحة”، ولكن ما أثار الجدل هو رفضه الكامل لتقديم أي أعذار، حيث قال: “خسرنا بشكل واضح، وعليّ أن أقول إنه يجب علينا التعلم من هذه الهزيمة بدلاً من البحث عن تبريرات”، هذه التصريحات أثارت تساؤلات حول مدى قدرة كومباني على إعادة ترتيب صفوف الفريق سريعًا، خصوصًا مع المواجهة المقبلة ضد بوخوم في الدوري الألماني.
جوشوا كيميتش، نجم خط الوسط، لم يخف هو الآخر إحباطه، مشيرًا إلى أن الفريق لم يكن منظمًا بما يكفي عندما كانت الكرة بحوزتهم، “لقد ارتكبنا العديد من الأخطاء” قال كيميتش في تصريحات بعد المباراة، “وكانت النتيجة مستحقة”.
هل انتهت حقبة بايرن؟
بعد هذه الهزيمة، بدأ الحديث يتصاعد حول مستقبل بايرن ميونخ في هذه النسخة من دوري الأبطال، فالفريق الذي كان من أقوى المرشحين للتأهل، بات الآن يحتل المركز الـ23 في جدول الترتيب، وهو مركز يعني فقط التواجد في الملحق المؤهل للأدوار الإقصائية، وهي نتيجة غير مرضية لعشاق النادي.
في هذا السياق، لا يمكن تجاهل الرمزية الكبيرة لهذه المواجهة، التي جمعت بايرن بمدربه السابق هانزي فليك، المدرب الذي قاد بايرن لتحقيق ألقاب عديدة، كان سعيدًا بأداء فريقه الجديد برشلونة قائلاً: “كنا الأفضل اليوم في إنهاء الهجمات وصناعة الفرص”، مضيفًا أن الفوز على بايرن هو دائمًا إنجاز كبير، خصوصًا بعد أن سبق وتفوق عليهم بنتيجة تاريخية 8-2 عندما كان مدربًا للبافاري.
بينما يتجه بايرن نحو المباراة المقبلة ضد بوخوم، يبقى السؤال الأكبر: هل يستطيع كومباني إنقاذ الموسم؟ أم أن هذه الهزيمة ستكون بداية النهاية لحقبة جديدة مليئة بالتحديات؟ ما هو مؤكد أن الوقت ليس في صالح الفريق، وأن جماهيره لن تقبل بأقل من العودة إلى القمة.