توصلت دراسة علمية حديثة عن سلوك فطري عجيب لدى قردة الغوريلا الغربية عندما تقرر التحرك في مجموعات، حيث تستخدم نوعًا من “التصويت” الذي يشارك فيه عدد كافٍ من أعضاء المجموعة، بحسب تقرير نشر في مجلة “رويال سوسايتي” البريطانية.
سبب تنقل الغوريلا
ومن أجل نظامها الغذائي الذي يعتمد بشكل كبير على الفاكهة، تضطر قردة الغوريلا الغربية لأن تتنقل بشكل مستمر، ويعيش هذا النوع في مجموعات صغيرة مؤلفة من عدد قليل من الإناث وحفنة من الصغار، تحت حماية ذكر واحد وزنه يصل إلى نحو 160 كغم، ضعف حجم الأنثى، مما جعله صانع القرار فيما يخص تحركات المجموعة.
وقام أعضاء الدراسة في متابعة ثلاث مجموعات صغيرة من الغوريلا الغربية لمدة 11 شهرًا مركزةً في كل مرة على القائد، والإناث البالغات، والذكور الصغار، ورصدت حركاتها وأصواتها التي تمثل بشكل رئيسي “همهمات”، كتصويت على مشروع مشترك.
زيادة كبيرة في الأصوات
كما تابع فريق الباحثين زيادة كبيرة في الأصوات داخل المجموعة خلال الدقائق الخمس التي تسبق انطلاقها، وبادرت كل القردة البالغة بعملية مغادرة واحدة على الأقل، مع الابتعاد ظاهريًا عن المجموعة، قبل أن تتبعها الأخيرة في ثلثي الحالات، وتُطلق هذه المبادرة في كثير من الأحيان من قردة الغوريلا ذوي المكانة الأعلى.
ويتماشي هذا السيناريو بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، مع الدور المنسوب إلى القردة “القديمة” التي تعرف مواقع الموارد أكثر من غيرها.. حيث وجد الباحثون وجود صلة بين عدد القردة التي تعبّر عن نفسها واحتمال أن يؤدي هذا التبادل إلى عملية تحرّك.
أكبر إحتمال للمغادرة
وتوصل الفريق لاحتمال مغادرة قردة الغوريلا بشكل أكبر عندما يقدم عدد كبير من أعضاء المجموعة على التحدث، وهذا يؤشر إلى أنّ الغوريلا تتفاعل مع فكرة النصاب، فبمجرد أن يقرر عدد معين من القردة الإقدام على سلوك ما، تتبناه المجموعة بأكملها.
ومن المتوقع أن يعمل الفريق في التحدي التالي لمحاولة فهم محتوى التبادلات التي تسبق التحرّك، بمساعدة لا غنى عنها من صيادين وجامعي ثمار متحدرين من مجموعات السكان الأصليين، الذين ساعدوا الباحثين في نسب الهمهمات الصادرة عن المجموعة إلى قردة محددة.