في خضم الأزمات المالية التي يعيشها نادي برشلونة، ظهر بصيص من الأمل مؤخرًا، حيث كشفت تقارير صحفية أن النادي يستعد أخيرًا لتسوية ديونه المتأخرة تجاه أساطيره السابقة ليونيل ميسي، سيرجيو بوسكيتس، وجوردي ألبا، ورغم أن هؤلاء النجوم غادروا “الكامب نو”، إلا أن صدى تأثيرهم المالي لا يزال يلاحق النادي، فهل ستساعد هذه الخطوة في إزالة بعض الأعباء الثقيلة التي تثقل كاهل النادي الإسباني؟ أم أن الأزمة ستبقى عائقًا في طريق برشلونة نحو استعادة بريقه؟
رحيل ميسي… البداية التي هزت برشلونة
لم يكن صيف 2021 مجرد فترة انتقالات عادية لبرشلونة، بل كانت نقطة تحول جذرية في تاريخه، فقد غادر ليونيل ميسي، الذي كان رمزًا للنادي لعقود، إلى باريس سان جيرمان، قبل أن ينتقل إلى إنتر ميامي في صيف 2023، رحيل ميسي لم يكن مجرد خسارة لاعب بل أيقونة كروية، خاصة وأن الأزمة الاقتصادية أجبرت إدارة برشلونة على تأجيل دفع مستحقات عدة نجوم في الفريق، بما فيهم ميسي، بوسكيتس وألبا، ومع ذلك، ما زال الجميع ينتظر لحظة تسوية هذه الحسابات المالية المعقدة.
خطوة نحو إنهاء الأزمة
ووفقًا لصحيفة “موندو ديبورتيفو”، فإن نادي برشلونة يستعد لدفع جميع الرواتب المتأخرة لميسي وزميليه بحلول نهاية الموسم الحالي، هذه التسوية المالية لم تكن مجرد خيار بل ضرورة لتخفيف الأعباء الاقتصادية التي باتت تشكل تهديدًا كبيرًا على استقرار النادي.
فخلال موسم 2020-2021، وبينما كان العالم يعيش تحت وطأة جائحة كورونا، أعلن ميسي تضامنًا مذهلاً عندما وافق هو وزملاؤه على تخفيض 70% من رواتبهم لدعم العاملين في النادي، هذه التضحيات لن تنسى، لكن هل سيستطيع النادي الإسباني رد الجميل أخيرًا؟، خصوصًا أن أسباب دفع راتب ميسي وغيره قد تكون مصيرية باعتبارها:
- مستحقات مؤجلة تستدعي تسوية قانونية.
- فضلًا عن أن عدم الوفاء بالتزامات مالية تجاه لاعب كبير مثل ميسي قد يؤثر على صورة النادي ويضعف الثقة بين الإدارة واللاعبين.
- وأيضًا، دفع راتب ميسي وزملائه السابقين جزء من استراتيجية الخروج من الأزمة التي يعاني منها النادي.
هذه العوامل تفسر لماذا يستمر برشلونة في دفع راتب ميسي حتى بعد انتقاله إلى فرق أخرى.
برشلونة وسوق الانتقالات… أي مستقبل ينتظر؟
ورغم أن هذه التسوية المالية قد تبدو بداية النهاية للأزمة، إلا أن تأثيرها على قدرة برشلونة في سوق الانتقالات يظل حاضرًا، فقد يكون النادي قادرًا على دفع ديونه السابقة، لكن فرصه في تعزيز فريقه ستكون محدودة خلال الأشهر المقبلة، برشلونة سبق وأن لجأ إلى “الرافعة الاقتصادية” في محاولة لجمع 100 مليون يورو عبر بيع جزء من أصوله، لكنها قد لا تكون كافية لتحقيق الطموحات الكبرى، فهل ستكون هذه الخطوة كافية لإعادة بناء الفريق، أم أن التحديات ستظل عائقًا أمام برشلونة لتحقيق انتصارات جديدة؟
الأيام المقبلة ستكون حاسمة لنادي برشلونة، فبينما يستعد النادي لإغلاق صفحة الديون مع نجومه السابقين، يظل المستقبل غير واضح. برشلونة بحاجة إلى التخطيط بحذر لاستعادة مكانته في الساحة الكروية وسط كل هذه التحديات. هل سنرى الفريق يعود بقوة أم أن الأزمة المالية ستظل حجر عثرة في طريقه؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة!
عرض رائع وكاتب مميز