حياة الماعز.. انقسام سعودي حول الفيلم العالمي

يبدو أن الفيلم الهندي “حياة الماعز”، أغضب أغلبية الشعب السعودي خلال الفترة الأخيرة، بعدما تم عرضه جميع دور العرض حول العالم.

وحقق الفيلم الهندي شهرة واسعة حول العالم خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تدور قصته لأحد لشاب هندي، الذي يُدعى “نجيب” عن العمل في دولة خليجية ونجح في السفر للسعودية، ليتفاجئ بوجود أحد السعوديين الذين أخذه بجانب أحد أصدقائه إلى الصحراء ليقوم بتشغيلهم كعبيد عنده.

وكتب حساب يُدعى “يحيى عسيري” عبر منصة “إكس”، حيث قال: “تابعت جزء كبير من فيلم ‎حياة الماعز، وبغض النظر عن الإشكالات الفنية، وبالنظر فقط للمحتوى:

1-الفيلم يحكي قصص قريبة من الواقع، أظن القصة مبالغ فيها وفيها أحداث لا أظن وقوعها، وقد تكون مبالغات درامية، أو بسبب عدم فهم الواقع بشكل دقيق.

فمثلًا: قد يدخل متنفذ لحجز الترحيل للبحث عن مكفوله، وقد يعتدي عليه في الحجز، ولكن ليس بالشكل المصور.

والمهم أن المبالغات أو الأخطاء لن تغير من الواقع الذي للأسف يقع به قصص قريبة جدًا مما رأينا في الفيلم، وتابعنا قصص فيها تعذيب وقتل واحتجاز وجرائم تطال العمال.

2- نظام الكفالة السعودي به الكثير من الظلم ويسمح للمعتدين وللمجرمين بممارسة إجرامهم.

3- عدم استقلالية القضاء، وصعوبة التقاضي، وعدم نزاهة مراكز الإبلاغ كالشرط، وتفشي العنصرية المقيتة فيها والفساد والوساطات، كلها تسمح بمزيد من الظلم ضد العمال.

4- يمارس بعض المواطنين الظلم، وذلك انسجامًا مع بيئة محيطة غير صحية، حيث تقمع السلطات الناس، ويقمع بعض الناس بعضهم للأسف.

5- ليس كل أبناء شعبنا هكذا، ولكن نحن نتحدث عن شريحة مجرمة، لا تُحاسب وتفلت من العقاب وتخلق السلطات لها بيئة حاضنة للظلم، بالسلوك وبالقوانين.

6- العنصرية موجودة، والظلم موجود، وبداية الحل تكون بالاعتراف به ومن ثم مقاومته، وتوعية الشعب بأن ظلم السلطات لهم لا يجب أن يدفعهم لظلم العمال، أو الأضعف في المجتمع وفي أبناء أسرهم، ولا يجب إنكار الحقائق بل يجب الإقرار بها وعلاجها.

7- لا يصح معالجة العنصرية بعنصرية مثلها، ولا معالجة الظلم بظلم مثله، فشعبنا في غالبه طيب كريم، والتعميم ظلم وتجني.

8- يجب على كل إنسان أن يضع نفسه مكان الآخر قبل اتخاذ مواقف، العامل بشر مثلك، لا تظلمه، ولا تقبل عليه إلا ماتقبل على نفسك.

9- خلال عملنا رأينا قصص مقاربة، جعلت العامل أو العاملة “الضحايا” يصلون للقتل، فعند مطالعة قضاياهم لا تخرجوها من سياقها، لا تقولوا “عامل قاتل” دون معرفة السياق.

10- ادعوكم لمشاهدة الفيلم، ولو كنت مليئا وطُلب مني تمويل الفيلم لما ترددت في تمويله، فهو مفيد جدًا جدًا توعويًا، مع التحفظات والتنبيهات السابقة.

11- لا يجب علينا الاعتذار عمن لم نخطئ بحقهم، ولا أن نعتذر نيابة عن أحد أساء، لذا لن اعتذر عن جرائم فعلها بعض أبناء الشعب بسبب نظام السلطات الظالم وسلوكها القمعي، ولكن، أعتذر لكل ضيف جاء بلادنا والتقيته ولم أحسن ضيافته، وأطلب من كل الاخوة والأخوات العمال في بلدنا أن لا يسيئوا الظن في أبناء شعبنا، وأطلب من أبناء شعبنا إكرام الضيف، وإعانة المحتاج، واحتواء الغريب، والرأفة والشفقة والاحترام لضيوفنا الكرام الأعزاء العمال.

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.