4 خطوات ذكية للتعامل مع سايكولوجية الشريك العصبي

الإنسان إبن البارحة

شخصية الإنسان لا تنشئ من العدم بين ليلة وضحاها، إنها تركيبة معقدة لابد وأن يساهم في تكوينها عدة أشياء مرتبطة بعدة أحداث، والتي بدأت بالتأكيد في الماضي، فسايكولوجية البشر ناتجة عن تأثير الحياة عليهم بتحدياتها وطريقة تأثرهم بها وكيف يكون رد الفعل تجاه تلك “الأزمات النفسية”.

هناك من يظن أن البشر يُبدون نفس ردة الفعل في جميع المواقف، وهذا غير صحيح، فهناك من لا يتأثر بتاتا في موقف معين بسبب قوته الفكرية ووعيه بالمشكلة، بينما غيره قد ينفعل، ينهار أو حتى تصيبه سكتة قلبية !

الزواج مؤسسة إشتراكية

الزواج ليس مجرد علاقة بين إثنين هدفها إنجاب الأبناء و بناء أسرة فقط، إنه أعمق من ذلك، هو علاقة تشابكية وطيدة تُبنى بالتفاهم والإشتراكية دون شعور أحدهما بالأنانية، فإذا أردت إنجاح الزواج لابد وأن يفكر كلاكما بالمساواة في العلاقة وحس المسؤولية، وأن لا يرمي أحدكما بأتعاب حياته على الآخر بأنانية ويتناسى أنكما معا في مؤسسة واحدة “الزواج” ولابد لكما من التفاهم معا لإنجاحها.

إختيار الشريك نصف السعادة

لا يحدث التكافئ بين شريكين بشكل عشوائي، لأن الإنسان لا يجد السكينة مع أي كان، وحتى ذاته لن تظهر على سجيتها أمام الجميع، لذلك عند الرغبة في الزواج إبحث عمن يناسب تفكيرك ودرجة وعيك، عقيدتك وإلتزامك بالدين ومن ترتاح له روحك.

قال تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”

الشريك العصبي وتأثيره على الزواج

العصبية كالمرض الخبيث تنخر العلاقة حتى أعماقها فلا يظل منها شيء يستحق منك أو من الآخر التمسك به، لأن العصبي لن يترك لك مجالا لتعبر عما يزعجك، وهو بدوره لن يفكر بعقلانية ومنطقية عندما يستشيط غضباً لذلك سيسوء الأمر بينكما أكثر فأكثر، وقد يمكن إحتواء الغضب إذا إرتبط العصبي برزين عاقل، لأنه سيحاول أن يهدئ الأمور فيمتص الآخر غضبه وتهدئ العاصفة، ولكن ماذا يمكن أن يحدث إذا كان كلاكما عصبيان وتظنان أنكما على حق رغم وجود المشكلة !

4 أسس للتعامل مع الشريك العصبي

لاشك بأنه من الصعب التعامل مع العصبي لأنه يخلق جواً ساماً يعكر صفو الحياة، وهذا أهم عامل يساهم في جعلك تعيساً، لكن لابد من وجود حل وسطي يخمد النيران ويجعل الوضع مستقراً، ولو قليلا!

1-الحوار بداية الحل

لماذا لا يتحاور الثنائي عن أسباب المشاكل بينهما دون التحدث بغضب؟ ألا يمكن معالجة الأمور بطرح منطقي وتحليلي للمشكلة؟

الحوار يسمح للثنائي بفهم الأسباب التي جعلت الآخر مخطئا بحقك، في تلك النقطة لن يصبح أحدكما أنانيا لحساب نفسه، بل سيصبح هناك جو هادئ يحاول فيه الآخر الإستماع لك وفهم أسبابك.

2-الحب ليس كل شيء

قبل السماح للحب بأن يُذهب عقلك، ذكِّر نفسك دائما بأن الحب لوحده لا يكفي، فقد يقع الإنسان في الحب من أول نظرة عندما تلمح عيناه شخصا ما يجمع صفاته المفضلة، كلون العينين، الشعر، طول القامة وغيرها من الصفات الجسدية، وبعدها تتفاعل الهرمونات لتوهمك بالحب، دون أن يأخذ عقلك الوقت الكافي لتحليل “معدن” ذلك الشخص، أهو جدير بالحب أم لا؟

عند إختيارك لشريك، تذكر أن تختار الصفات التي تدوم طويلا، شخصاً يمكنه أن يمنحك حياةً مريحة “نفسيا” قبل أي شيء آخر.

3-التفكير العقلاني يخمد النيران

عند وجود مشكلة مع الشريك، حاول تجميع أفكارك وتحليل أسباب المشكلة بتفكير عقلاني، فالمنطق يمنع كلاكما أو على الأقل أحدكما من التحدث بسوء وبكلام سام بسبب الغضب، أيضا حاول أن تتفهم الآخر وأسبابه قبل الحكم عليه.

4-التنازل ضروري لتسير القافلة

لا بأس إذا تنازل أحد الشريكين في بعض المرات لتهدئ الأمور، فالتمسك بالرأي في خضم الشجار نوع من التعصب لن يحل المشكلة بل سيزيد من حجمها. في قلب المشكلة هناك دائما توافه الأمور التي إذا تمسكت بها خلال النقاش لن تصل حتما إلى نتيجة.

أؤمن أن الحياة يمكن أن تكون بسيطة عندما يعيش الإنسان وفق مبدأ السهولة و التفكير المنطقي، فكما تضع إستراتيجيات ومنهجيات لدراستك والعمل، ضع أيضا إستراتيجية “بسيطة” تسير عليها حياتك وحياة شريكك في تناغم وراحة تامة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.