في وقت مبكر من صباح يوم السبت، فقد وقع هجوم إسرائيلي على مدرسة “التابعين” التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة.
وقد أسفر هذا الهجوم عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة العشرات بجروح.
ووفقاً لتقارير إخبارية فقد قصف الطيران الحربي الإسرائيلي المدرسة أثناء قيام المواطنين بأداء صلاة الفجر.
وقد أكدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بأن المصادر المحلية نقلت هذه المعلومة.
ويأتي هذا الهجوم ضمن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقد اتهمت مقرّرة الأمم المتحدة الخاصّة بالأراضي الفلسطينية، الإيطالية فرانشيسكا ألبانيز، إسرائيل بالإبادة الجماعية بعد قصف مدرسة تؤوي نازحين واستشهاد حوالي 100 في غزة.
وبعد أكثر من 10 أشهر على اندلاع الحرب في قطاع غزة فقد كتبت ألبانيز على منصة إكس: “ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية ضدّ الفلسطينيين، في حيّ تلو الآخر، ومستشفى تلو الآخر، ومدرسة تلو الأخرى، ومخيّم للاجئين تلو الآخر، وفي منطقة آمنة تلو الأخرى”.
ووفقًا لـ(وفا) فقد أسفرت هذه العمليات عن استشهاد 39 ألفًا و699 فلسطينيًا، أغلبهم من الأطفال والنساء، وإصابة 91 ألفًا و722 آخرين.
وفي وقت مبكر من نفس اليوم فقد أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة استشهاد 40 شخصًا وسقوط عدد من الجرحى جراء القصف الإسرائيلي لمدرسة في مدينة غزة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل بأن القصف استهدف مدرسة “التابعين” وأوقع “40 شهيدًا وعشرات الجرحى”، واصفًا ذلك بـ”مجزرة مروعة” مع “اشتعال النيران بأجساد المواطنين”.
وقد أضاف المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن طواقم الدفاع المدني تحاول السيطرة على الحريق لانتشال جثث الشهداء وإنقاذ الجرحى.
وقد قال الجيش الإسرائيلي بأنّ قواته الجوية شنّت ضربة على (مخربين) كانوا يعملون من داخل مدرسة.
وقد أوضح الجيش الإسرائيلي بأنّ (هؤلاء المخربين ينتمون إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وكانوا يستخدمون مقر القيادة داخل المدرسة للاختباء والتخطيط لشن هجمات إرهابية ضد قوات الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل).
وقد ذكر الجيش الإسرائيلي بأنّ ( نحو 20 من مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي كانوا يعملون من داخل المدرسة التي قصفتها القوات الجوية الإسرائيلية في غزة).
وقد أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأنّ المبنى الذي تم قصفه كان يُستخدم كمنشأة عسكرية نشطة لحماس والجهاد الإسلامي.
وقد أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنّ أعداد القتلى والمصابين التي أعلنتها حماس لا تتوافق مع المعلومات لدى الجيش والقذائف الدقيقة المستخدمة في الضربة، وهذا الأمر يأتي بعد أن أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 18 شخصًا على الأقل في قصف إسرائيلي على مدرستين.
وفي المقابل فقد وافقت إسرائيل على استئناف المفاوضات الهادفة لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد نداء من دول الوساطة، حيث تواجه المنطقة خطر تصعيد عسكري كبير.
وقد اتهمت إيران، التي تدعم حركة “حماس” وفصائل أخرى في المنطقة، إسرائيل يوم الخميس بالسعي إلى توسيع نطاق الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق شنته حركة “حماس” داخل الأراضي الإسرائيلية.
وبعد مرور عشرة أشهر على بدء الحرب، لا يزال الجيش الإسرائيلي يواجه حركة “حماس” في قطاع غزة، خاصة في المناطق التي أعلن سيطرته عليها سابقًا.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي بأنه (يخوض معارك على الأرض وفي الأنفاق في منطقة خان يونس، وهي أكبر مدن جنوب قطاع غزة المدمر، حيث شن ضربات جوية على أكثر من 30 هدفًا إرهابيًا لحماس)، وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا السكان يوم الخميس إلى إخلاء الأحياء الشرقية من هذه المدينة، وقد فرَّ المدنيون بأعداد كبيرة مرة أخرى في سياراتهم أو متكدسين في عربات مع الفرش والأمتعة.
وقد ذكرت إدارة تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة (أوتشا) يوم الجمعة أن “ما لا يقل عن 60 ألف فلسطيني انتقلوا إلى غرب خان يونس خلال الـ72 ساعة الماضية”، وذلك بعد صدور أوامر الإخلاء في شمال المنطقة أيضًا.
وحسب وزارة الصحة، فقد خلفت الحرب ما يقرب من 40 ألف قتيل في القطاع الفلسطيني الصغير والمحاصر، حيث اضطر جميع سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون تقريبًا إلى النزوح.
وقد أدت الحرب إلى تفاقم التوترات بين إيران وحلفائها، لا سيما “حزب الله” اللبناني وإسرائيل.
أما الولايات المتحدة وقطر ومصر، التي تتوسط في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، قد أصدرت بياناً مشتركاً في ليلة يوم الجمعة.
وفي هذا البيان فقد حثت الدول الثلاث الطرفين على استئناف المحادثات في 15 أغسطس في الدوحة أو القاهرة، وذلك لسد كل الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق من دون أي تأخير، وقادة الدول الثلاث أضافوا في البيان: “حان الوقت للانتهاء من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمحتجزين”.
ومن جانبها فقد وافقت إسرائيل على إرسال وفد من المفاوضين إلى المكان المتفق عليه في 15 أغسطس للانتهاء من تفاصيل تنفيذ الاتفاق، وفقاً لما أفاد به مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي هذا السياق فقد أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أهمية التوصل سريعاً إلى اتفاق يضمن عودة الرهائن الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة.
وفي تطور آخر فقد عيّنت حركة حماس هذا الأسبوع رئيسها في قطاع غزة، يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي، خلفاً لإسماعيل هنية، إلا أن إسرائيل تلاحق السنوار وتتهمه بأنه أحد العقول المدبرة لهجوم 7 أكتوبر، مما قد يعقّد المفاوضات بشكل أكبر.
وفي غضون ذلك فقد واصلت الجهود الدبلوماسية لتجنب تصعيد عسكري إقليمي.
وفي هذا الإطار فقد بدأ قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال مايكل إريك كوريلا، يوم الجمعة، ثاني زيارة له لإسرائيل هذا الأسبوع، بينما عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة.