هل تنجح مبادرة الرئيس التركي “أردوغان” في بناء سلام عادل في سوريا؟

منذ عام 2011، تتعرض سوريا للصراعات الداخلية المسلحة، متعددة الجوانب، إذ يشترك فيها العديد من القوى الداخلية والخارجية، وهي جزء من الشتاء العربي، الذي تبع ثورات الربيع العربي، فهل تنجح مبادرة تركيا في إنهاء الصراع وبناء سلام؟، وهل يقبل “بشار الأسد” مقابلة الرئيس التركي؟.

الحرب في سوريا

بدأت الحرب السورية بانتفاضة سلمية شعبية ضد الرئيس “بشار الأسد”، بسبب غلاء الأسعار والحريات، ولكن الحكومة السورية استخدمت القوة ضد المواطنين، مما أدى إلى ظهور معارضة مسلحة، وتفاقم الوضع في البلاد حتى يومنا هذا، حيث تدخلت قوة خارجية لدعم الأطراف المتسارعة، فساندت روسيا وإيران وحزب الله اللبناني الرئيس بشار، وساندت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل المعارضة السورية المعتدلة، بينما ظهرت مجموعات جهادية أخرى مثل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، أما تركيا فقد دعمت المعارضة ضد الأكراد في سوريا، حيث تزعم أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

تقارب محتمل بين الأسد وأردوغان

منذ بداية الصراعات في سوريا اتهم الرئيس التركي الرئيس بشار بالإرهاب، وعلى الرغم من عدم محاربة تركيا النظام السوري مباشرة، ولكنها كانت تدعم بعض فصائل المعارضة، ولذلك فإن الحرب بينهم أطلق عليها الحرب الباردة، لقد كانت بينهم علاقات سياسية واقتصادية كبيرة توقفت، فهل ستعود العلاقات كما كانت قبل عام 2011؟، هذا ما بادر به الرئيس أردوغان في خطابه يوم 28 يونيو، عندما أشار إلى أن وزير خارجية تركيا يبحث تنظيم لقاء مع بشار الأسد، ربما يكون على أراضي عراقية، كما رحب الرئيس السوري بعرض تركيا، مادام في مصلحة بلاده، وأن تعود العلاقات السورية التركية إلى ما قبل 2011.

نقاط اتفاق ونقاط خلاف

تتفق تركيا مع سوريا في رغبتهما في الحفاظ على الأمن على الحدود بينهما، حيث ذكر الرئيس التركي أن أمن الأناضول يبدأ من دمشق، وأيضا كل من البلدين لا يقبل “وحدات حماية الشعب” المدعومة من الولايات المتحدة، والتي قامت بالسيطرة على 25% من الأرض في سوريا وآبار نفط، كما ترغب تركيا في حماية نفسها بمنطقة عازلة، ضد مشروع الإدارة الذاتية الذي يتزعمه الأكراد، بينما قد تكون هناك بعض نقاط خلاف حول إضافة بنود جديدة، في “اتفاقية أضنة 1998″، والتي نصت على مكافحة الإرهاب المتمثل في حزب العمال الكردستاني، ويريد الجانب التركي إضافة عناصر إرهابية أخرى، وقد تضم الاتفاقية ضم بعض العناصر المسلحة من المعارضة السورية إلى الجيش السوري للدفاع عن الحدود، تحت مسمى الفيلق الخامس للقوات السورية، بحسب ما ذكر الإعلامي “نضال قبلان” وهو آخر سفير سوري في تركيا، لموقع البي بي سي.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.