“الأمم المتحدة لن تتخلى عن غزة” مسؤول أممي يؤكد.. ويُطالب بإصلاحات جذرية في النظام الإنساني العالمي

بالرغم من التحديات والصعوبات الكبيرة والعقبات الخطيرة التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، أكد مارتن غريفيث -منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية- التزام الأمم المتحدة وشركائها بالكامل بتقديم المساعدات المنقذة للحياة لسكان غزة.

التزام أممي بدعم غزة رغم التحديات

في حواره الخاص مع أخبار الأمم المتحدة، رفض غريفيث الادعاءات الإعلامية التي تزعم أن الأمم المتحدة حذرت من احتمال توقف جهود المساعدة إذ لم يتحسن الوضع الأمني في غزة أو يتم التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، وأوضح أن هذا الادعاء ليس “إنذارًا نهائيًا”، مؤكدًا على أنهم مستمرون في المفاوضات وبذل المزيد من الجهود الدبلوماسية المكثفة مع السلطات الإسرائيلية وغيرها بمساعدة من الولايات المتحدة، للتوصل إلى حلول تُسهل إيصال المساعدات للمحتاجين.

كما شدد على ضرورة تحسين الوضع الأمني وتوفير بيئة آمنة لعمال الإغاثة، بالإضافة إلى إعادة تشغيل الرصيف العائم لضمان وصول المساعدات بشكل سلس، مشيرًا إلى أن العمل في قطاع غزة أصبح أكثر صعوبة بسبب التدهور الأمني، وأكد على أهمية المساعدات الإنسانية في إحداث الفارق المطلوب لمصلحة سكان قطاع غزة.

“إننا قلقون بشكل خاص بشأن الوضع الأمني في غزة، وأصبح العمل هناك أكثر صعوبة، ولهذا السبب يجب فتح كل هذه المعابر، ولهذا السبب نحتاج إلى السلامة والأمن، ولهذا السبب نحتاج إلى إعادة تشغيل الرصيف العائم وإخراج تلك المساعدات من الشاطئ إذا كان ذلك ممكنا أيضا”

الدبلوماسية القوية لحل الصراع في غزة

في السياق ذاته ألقى غريفيث الضوء على التحديات التي تواجه تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق الصراعات السياسية، فبالرغم من الدور البارز الذي تلعبه وكالات الإغاثة والمتطوعين على الخطوط الأمامية، إلا أنه يرى أن المشكلة في غزة سياسية بطبيعتها ولا بد من حلها بواسطة دبلوماسية قوية وتعاون دولي، وحذر من أن استمرار الوضع الحالي قد يُعرّض حياة ملايين الأشخاص للخطر، وطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف التدهور الإنساني في غزة، معبرًا عن أمله في رؤية نتائج فعالة من الدبلوماسية السياسية والوساطة الجارية من أجل تمكين وكالات الإغاثة من الوصول إلى المحتاجين والتغلب على التحديات التي تواجههم.

“المشكلة في غزة سياسية، والأمر لا يتعلق بما إذا كانت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة مستعدة، بل بما إذا كان العالم سيتدخل لوقف هذا التدهور”

الدعوة إلى إصلاح جذري

في السياق ذاته ذكر غريفيث أنهم قدموا المساعدة إلى 144 مليون شخص العام الماضي، موضحًا أن هذا يمثل ثلثي ما كانوا يأملون الوصول إليه وكانت العقبة بسبب نقص التمويل، ولفت الانتباه إلى التفاوت الكبير بين الإنفاق السنوي على الحروب والإنفاق على المساعدات الإنسانية، الذي يصل إلى أكثر من تريليوني دولار مقابل مبالغ متواضعة للمساعدات، ووصفه بأنه تفاوت مخزٍ.

لذا دعا إلى إصلاح جذري في النظام الإنساني العالمي لمواجهة التحديات المتزايدة وحالات الطوارئ المُمتدة، مؤكدًا على ضرورة إعادة توزيع السلطة في هذا المجال وتقديم الأولوية لاحتياجات المجتمعات المحلية بدلًا من القرارات المُنفردة، ووفقًا لما ذكره فإن هذا الإصلاح يجب أن يأتي استجابةً لمطالب المجتمعات المحلية، وليس بناءً على ما يُعتقد أنه الأفضل من وجهة نظر خارجية.

يُذكر أن غريفيث سوف يُنهي مهامّه في الأيام القادمة تاركًا إرثًا من العمل الدؤوب والتضحية في سبيل إنقاذ حياة المُحتاجين، وقد ختم حواره بنصيحة لخليفته بأن يستمر في بذل الجهود لضمان وصول المساعدات إلى جميع المُستحقين، مؤكدًا على أن إنقاذ حياة واحدة يُبرّر كلّ التضحيات.