تَواجه رئيس الوزراء البريطاني المحافظ ريشي سوناك مع زعيم حزب العمال كير ستارمر في مناظرة تلفزيونية أخيرة مساء أمس الأربعاء، قبل الانتخابات العامة البريطانية المقررة الأسبوع المقبل.
ومع تقدّم المعارضة العمالية بزعامة ستارمر في استطلاعات الرأي، فقد شكلت المناظرة التي جرت في نوتنغهام بوسط بريطانيا آخر فرصة لسوناك لتعزيز حظوظ حزبه في انتخابات الرابع من يوليو.
وقد تحول النقاش بين المتنافسين إلى هجوم شخصي أحياناً، حيث اتهم سوناك الزعيم العمّالي بأنه “يأخذ الناس على أنّهم حمقى” بشأن خططه للحد من الهجرة، بينما اتّهم ستارمر منافسه سوناك الثري بأنّه “بعيد عن الواقع”.
I have two daughters.
Wanting the best for women and girls in this country isn't political for me.
It's personal. #BBCDebate pic.twitter.com/pDNYy7fqNX
— Rishi Sunak (@RishiSunak) June 26, 2024
وقد حضّ سوناك الناخبين مراراً على عدم الاستسلام لحزب العمّال في كل شيء، من الحدود إلى الضرائب، في حين كرّر ستارمر شعاره بأن الانتخابات تمثّل فرصة “لطي الصفحة” بعد 14 عاماً من حكم حزب المحافظين.
سوناك وستارمر أثناء المناظرة
وقد تعهد ستارمر “بإعادة ضبط السياسة حتى تعود السياسة خدمةً عامة”، متهما سوناك بالافتقار إلى القيادة.
If you want change, vote Labour on Thursday 4 July. pic.twitter.com/UeL2PKtMD6
— Keir Starmer (@Keir_Starmer) June 26, 2024
كما تلاسن الرجلان بشأن فضيحة مراهنات على موعد الانتخابات طالت بعض كبار أعضاء حزب المحافظين ومرشّحاً من حزب العمال، حيث طغى هذا الموضوع على السياسات الرئيسية في الأيام الأخيرة للحملات.
وقال سوناك الذي كان قد وعد باستعادة “النزاهة والكفاءة المهنية والمساءلة” عندما تم تعيينه زعيماً لحزب المحافظين ورئيساً للوزراء في 2022، بأنه شعر بالغضب عندما علم بهذه المزاعم.
وأضاف سوناك: “لقد كنت واضحاً تماماً، أيّ شخص ينتهك القواعد يجب ألا يواجه العواقب الكاملة للقانون فحسب، بل سأضمن طرده من حزب المحافظين”.
ويُزعم أن كريغ ويليامز، الذي عمل سابقًا مساعدًا لريشي سوناك، قد راهن بمبلغ 100 جنيه إسترليني (127 دولارًا) على أن سوناك سيدعو لانتخابات مبكرة قبل ثلاثة أيام من الإعلان الرسمي.
سوناك وستارمر أثناء المناظرة
وتُحقق هيئة تنظيمية فيما إذا كان هؤلاء المسؤولون قد حصلوا على معلومات سرية قبل وضع رهاناتهم.
وفي دلالة على النظرة السلبية للرأي العام تجاه السياسيين، فقد سأل أحد الحضور: “هل أنتما الاثنان حقًّا أفضل ما لدينا”، وحصل على تصفيق حاد من الجمهور.
ويتقدم حزب العمال بأكثر من 20 نقطة مئوية في استطلاعات الرأي منذ أكثر من 18 شهرًا، حيث يبدو أن البريطانيين يشعرون بالملل من حكم حزب المحافظين الذي تميز بالتقشف وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والنزاعات الداخلية.
ويُذكر أن فشل سوناك في خفض العجز منذ أن دعا لإجراء انتخابات مبكرة في 22 مايو، أي قبل ستة أشهر من موعدها القانوني.
ومنذ ذلك الحين فقد أدار زعيم حزب المحافظين حملة باهتة تضمنت أخطاء فادحة، وأثار ضجة بسبب تغيبه عن الاحتفال بالذكرى السنوية لإنزال النورماندي مع زعماء العالم الآخرين في شمال فرنسا.