تصاعد الجدل حول إلزام المحكمة العليا في إسرائيل بتجنيد طائفة الحريديم

أثار قرار المحكمة العليا في إسرائيل يوم الثلاثاء بإلزام الحكومة بتجنيد طلاب المعاهد اليهودية المتشددين دينياً (الحريديم) في الجيش، ضجة كبيرة في الداخل الإسرائيلي. 

 

يأتي هذا القرار في ظل أزمة غير مسبوقة تعيشها إسرائيل نتيجة لحرب غزة المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر.

ويشكل إعفاء اليهود المتزمتين من التجنيد قضية مشحونة بالتوتر بشكل خاص، لأن القوات المسلحة الإسرائيلية، التي تتألف بشكل رئيسي من المجندين الشباب والمدنيين الأكبر سناً الذين يتم تعبئتهم كقوات احتياط، أصبحت منهكة بسبب الحرب متعددة الجبهات.

ويشكل اليهود المتشددون 13% من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 19% بحلول عام 2035 بسبب ارتفاع معدلات المواليد بينهم.

ويضم ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حزبين متشددين، يعتبران الإعفاءات عنصراً مهماً للاحتفاظ بدعم ناخبيهم في المعاهد الدينية، ولمنع انصهار هؤلاء المؤيدين في الجيش، وهو أمر قد يتعارض مع عاداتهم المحافظة.

وقد أشار حكم المحكمة الصادر بالإجماع إلى أن الحرب الصعبة، تعتبر عبء عدم المساواة أكثر حدة من أي وقت مضى.

 

تجنيد اليهود المتشددين أثار أزمة سياسية في إسرائيل

 

وقد غرد رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان على موقع “إكس” مستشهداً بقول ينسب إلى مؤسس حزب الليكود ورئيس الوزراء السابق مناحيم بيغن: “هناك قضاة في القدس”. 

وقد أوضح ليبرمان في تغريدته: “في عام فقد فيه لواء كامل من الجنود أو أصيب بجروح بالغة، وفي عام خدم فيه جنود الاحتياط لأكثر من 200 يوم، لا يوجد دليل أوضح على أن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى المزيد من المجندين، والمزيد من الناس لتقاسم العبء”، وقد هنأ ليبرمان المحكمة على اتخاذها “خطوة مهمة على الطريق إلى التغيير التاريخي”.

كما غرد رئيس حزب “أمل جديد” جدعون ساعر، مكرراً خطاب ليبرمان: “هناك قضاة في القدس”، وأضاف ساعر: “يجب أن تكون الخدمة المدنية والعسكرية واجباً على كل إسرائيلي، بغض النظر عن العرق والدين والجنس، سنواصل النضال من أجل الصورة الديمقراطية لإسرائيل”.

 

لم يحدد قضاة المحكمة العليا التسعة كيف ينبغي تنفيذ حكمهم

 

ومن جهة أخرى فقد هاجم تحالف “يهدوت هتوراة” المكون من حزبي “ديغيل هاتوراه” و”أغودات يسرائيل”، المحكمة العليا بسبب قرارها، واصفاً إياه بـ”المتوقع والمؤسف”. 

كما قال الوزير الحريدي ورئيس حزب يهدوت هتوراة مائير بوروش: “لا توجد قوة في العالم يمكنها إجبار شخص تتوق روحه لدراسة التوراة على الامتناع عن ذلك”.

وقد قالت حركة “جودة الحكم” في إسرائيل، التي أدت عريضتها إلى صدور حكم المحكمة العليا، بأن القرار يعني أن الحكومة يجب أن تبدأ في تجنيد طلاب المدارس الدينية الأرثوذكسية المتطرفة على الفور.

وقد أوضحت الحركة أنه لم يعد هناك أي إطار قانوني يسمح للحكومة بمنح إعفاءات شاملة من الخدمة العسكرية لطلاب المدارس الدينية الأرثوذكسية المتطرفة، وبالتالي يجب على الحكومة فرض قانون التجنيد الإلزامي على هؤلاء الشباب.

وأضافت الحركة: “هذا انتصار تاريخي لسيادة القانون ومبدأ المساواة في عبء الخدمة العسكرية”.

وقد أشارت الحركة إلى أنها تدعو الحكومة ووزير الدفاع إلى تنفيذ القرار دون تأخير، والامتثال لأمر المحكمة العليا، والعمل فورًا على تجنيد طلاب المدارس الدينية الحريديم.

ولم يحدد قضاة المحكمة العليا التسعة كيفية تنفيذ حكمهم.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.