إقليم دارفور في السودان يشهد توترات مستمرة بين قوات الجيش السوداني وقوات ميليشيات الدعم السريع، وهذه الاشتباكات أثرت بشكل كبير على المدنيين والأوضاع في إقليم دارفور بأكمله كما أدت إلى حدوث معاناة كبيرة هناك.
خلال الأيام القليلة الماضية شهدت مدينة الفاشر العاصمة التاريخية لولاية شمال دارفور الكثير من الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش وقوات ميليشيات الدعم السريع، حيث سقط إثر هذه الاشتباكات الكثير من المدنيين، وأثبتت التقارير مقتل 25 مدنياً بينما أصيب العشرات جراء هذه الاشتباكات، وهذه المعارك تسببت في نزوح مئات النازحين من مخيم أبوشوك إلى المدينة نفسها.
أصبح الوضع الإنساني بمدينة الفاشر كارثي حيث أن سكان المدينة يعيشون في ظروف صعبة بسبب نقص المياه والغذاء والدواء، من جانب آخر أيضا دعا حاكم إقليم دارفور المجتمع الدولي للتدخل العاجل لإنهاء معاناة المدنيين العزل، حيث تشكل هذه المعركة تحدياً كبيراً للمنطقة، ونأمل الآن أن يتم العمل على تحقيق الاستقرار والسلام في دارفور.
تجدد الاشتباكات بمدينة الفاشر
في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان تجددت الأعمال القتالية بين الجيش السوداني وقوات ميليشيات الدعم السريع، وهذه الاشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من 130 شخصاً وإصابة نحو ألف آخرين، وحتى الآن يُعتقد أن أعداد الضحايا قد تكون أعلى من ذلك بكثير، حيث يمثل هذا العدد أولئك الذين استطاعوا أن يجدوا طريقاً إلى المستشفى الجنوبي في المنطقة.
مدينة الفاشر تعتبر العاصمة التاريخية لإقليم دارفور وتربط بين شمال السودان ومدن دارفور الأخرى، حيث تضم المدينة تمثيلاً لكل قبائل المنطقة تقريباً وتحتوي على مطار دولي أيضا، لذلك كانت محور اهتمام بالنسبة لميليشيات الدعم السريع.
بعد أن استولت قوات الدعم السريع على نحو كل المدن الرئيسية في إقليم دارفور، أصبح الوضع الإنساني في المدينة يشهد تدهوراً كبيراً، حيث يعيش السكان تحت ظروف صعبة نتيجة القتال المستمر، وبناء على ذلك يناشد الجميع الآن لوقف أعمال العنف وتحقيق الاستقرار في المنطقة للحفاظ على حياة المدنيين وتجنب مأساة إنسانية أكبر.
استطاع الجيش السوداني أن يسقط زعيم بارز من قادة قوات الدعم الدعم السريع خلال الأيام القليلة الماضية وهو علي يعقوب جبريل، وذلك جراء الاشتباكات التي حدثت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر منذ أيام، واستطاع الجيش السوداني أن يتخلص من اللواء علي يعقوب جبريل الذي قاد الحركة الحربية التي تحركت إلى مدينة الفاشر واستطاع وقتها أن يطرد الجيش السوداني، ولكن استطاع الجيش السوداني بعدها أن يرد مكانته في الفاشر بعد مقتل اللواء علي يعقوب، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الاشتباكات تجددت مرة أخرى.
الكوارث والأزمات جراء الاشتباكات
تسببت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إقليم دارفور في حدوث العديد من الأزمات والتحديات من أبرزها النزوح الكبير، حيث أن هناك أكثر من 850 شخصاً “170 عائلة” نزحوا من مناطق شرق وشمال غرب مدينة الفاشر إلى مناطق جنوب المدينة.
من الأزمات الأخرى عدم وجود حماية وأمن، حيث أن الناس يفرون من مناطق القتال بحثاً عن الأمان والحماية، بالإضافة إلى مشكلة نقص الإمدادات الطبية حيث أن مستشفى الفاشر الجنوبي الذي يعد الوحيد العامل في الولاية يعاني من نقص في الإمدادات الطبية والأدوية لعلاج الجرحى، في حين أن الناس المصابين جراء الاشتباكات يبحثون عن العلاج في هذا المستشفى، ولكنه تجاوز بالفعل طاقته القصوى.
الوضع الإنساني أصبح في خطر أيضاً حيث أن القتال المستمر حول المدينة أثر على تدفق المساعدات والسلع الأساسية، مما يهدد بوقوع مجاعة، بالإضافة إلى أن هناك أكثر من 40 ألف شخص نزحوا داخل إقليم الفاشر بين شهر أبريل ومايو 2024 نتيجة للنزاعات القبلية والاشتباكات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في مناطق متعددة.
باختصار الوضع في دارفور الآن يشكل تحدياً كبيراً من عدة جوانب ذكرناها بالأعلى، ويجب أن يتم العمل على تحقيق الاستقرار وحماية المدنيين.
لنزاعات هناك تسببت في نزوح كبير للسكان المدنيين وتدهور كبير في الظروف المعيشية، حيث تعاني العديد من الأسر من نقص الغذاء والمأوى الآمن. الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تعمل جاهدة لتقديم المساعدات والدعم اللازم للمتضررين في هذه المنطقة المنكوبة.