في خطوة مفاجئة فقد عيّن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 12 نائباً جديداً لوزير الدفاع، في إطار عملية تطهير واسعة تستهدف القادة العسكريين المتورطين في قضايا فساد.
وتشمل هذه التعيينات أيضاً إحدى قريبات بوتين، آنا تسيفيليوفا، التي تم وضعها في منصب نائب للوزير دون تأكيد رسمي للعلاقة العائلية في روسيا.
وقد بدأت هذه الحركة بإقالة وزير الدفاع السابق سيرغي شويغو، واستبداله بأندريه بيلوسوف، وهو اقتصادي بدون خلفية عسكرية، بحجة تحسين الإنفاق العسكري لدعم الجيش الروسي في ظل التوترات في أوكرانيا.
ويأتي التعديل الوزاري مع بدء الرئيس الروسي بوتين فترة ولايته الرئاسية الخامسة وبعد دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث، كما يأتي في الوقت الذي شنت فيه روسيا أخطر هجوم بري عبر الحدود منذ أن أعادت أوكرانيا السيطرة على منطقة خاركوف الشمالية في أواخر صيف عام 2022.
وسوف ينتقل شويغو إلى منصب سكرتير مجلس الأمن ليخلف نيكولاي باتروشيف، أحد أقوى المسؤولين في روسيا، والذي لم يتم تعيينه على الفور في أي منصب جديد، مما أثار تكهنات بشأن إقالته، وسط تقارير عن عمله في الكواليس لإعداد نجله ديمتري لخلافة بوتين نفسه.
وقدرأكد المتحدث باسم قصر الرئاسة الروسية “الكرملين” دميتري بيسكوف بأن شويغو سوف يكون أمينًا للخدمة الفيدرالية للتعاون العسكري الفني، وليس رئيسها.
ومنذ ذلك الحين فقد شهدت روسيا اعتقالات عدة لجنرالات ومسؤولين بارزين بتهم الفساد، مما يظهر تزايد الضغوط على القادة العسكريين في الكرملين.
وقد تولت آنا تسيفيليوفا رئاسة صندوق “المدافعين عن الوطن” حتى تعيينها نائبة لوزير الدفاع، وهذا الصندوق الذي أسسه الرئيس الروسي في عام 2023 كان لتقديم الدعم الاجتماعي للمحاربين القدامى في النزاع في أوكرانيا ولأسر الجنود الذين قتلوا أو توفوا بسبب جروحهم.
وقد أكدت وزارة الدفاع الروسية بأنها سوف تتولى جميع القضايا المتعلقة بالمساعدة الاجتماعية للعسكريين وإسكانهم.
بالإضافة إلى ذلك فقد تم تعيين بافيل فرادكوف، نجل رئيس الوزراء الأسبق ومدير الاستخبارات الخارجية سابقاً، ليكون مسؤولاً عن قطاع البناء في الجيش، بعد إقالة سلفه بسبب اتهامات بالفساد.
كما تم تعيين ليونيد غورنين، الذي كان مسؤولاً سابقاً في وزارة المال، كنائب أول لوزير الدفاع.
وفي سياق متصل فقد كان الفساد من بين الأسباب التي دفعت قائد مجموعة فاغنر المسلحة، يفغيني بريغوجين، لإطلاق انتقادات حادة ضد قيادة الجيش، وقاد في يونيو 2023 تمرّداً فاشلاً في موسكو، حيث اتهم قادة الجيش بعدم الكفاءة في حرب أوكرانيا.
وقد توفي بريغوجين في حادث تحطم طائرة بظروف غامضة بعد شهرين من ذلك.