في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي وضمان استمرارية دعم الخبز المدعم؛ أعلنت الحكومة المصرية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء؛ عن قرار هام يمس حياة الملايين من المواطنين، وقد جاء هذا القرار في إطار خطة شاملة لتحقيق توازن بين تكلفة إنتاج الخبز المدعم وأسعاره للمستهلكين.
أعلن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري أن الحكومة قد اتخذت قرارًا برفع سعر رغيف الخبز المدعم إلى 20 قرشًا اعتبارًا من بداية الشهر المقبل، وأوضح مدبولي أن هذا التعديل يأتي ضمن جهود الحكومة للحفاظ على استمرارية الدعم الغذائي للمواطنين حيث ما زالت الدولة تتحمل 105 قروش من تكلفة كل رغيف خبز.
من الجدير بالذكر أن هذا القرار جزءًا من استراتيجية الدولة لضمان استدامة الدعم المقدم للخبز المدعم والذي يشكل عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي لملايين الأسر المصرية، ورغم زيادة السعر إلى 20 قرشًا؛ إلا أن الحكومة تواصل دعم رغيف الخبز بشكل كبير حيث يُقدر قيمة الدعم بحوالي 105 مليارات جنيه سنويًا.
كذلك فمن خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الأربعاء؛ أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن الدولة المصرية قد بذلت جهودًا كبيرة لتحمل أقصى قدر ممكن من الأعباء الاقتصادية، كما أكد مدبولي على ضرورة البدء في تحرك تدريجي ومدروس في بعض السلع والخدمات؛ وذلك لضمان استمرارية تقديم الدعم والخدمات بأفضل صورة ممكنة للمواطن المصري.
كما أشار مدبولي إلى أن قدرة الدولة المصرية على التحمل وصلت إلى أقصاها مما يستوجب اتخاذ خطوات حذرة ومدروسة لتحريك أسعار بعض السلع والخدمات، فهذا التحرك ليس إلا خطوة نحو تحقيق التوازن المطلوب بين الدعم المقدم وتكلفة توفير هذه السلع والخدمات مما يضمن استمرارية تقديمها بشكل مستدام للمواطنين.
كذلك أكد مدبولي على أهمية التعامل مع هذه التحركات بهدوء وتدرج، لضمان عدم حدوث صدمات للمواطنين والحفاظ على استقرار السوق، فهذه الخطوات تأتي في إطار حرص الحكومة على الحفاظ على مصلحة المواطن وتقديم أفضل الخدمات الممكنة دون المساس بجودة الدعم المقدم.
بالإضافة إلى ما سبق فقد أوضح الدكتور مصطفى مدبولي خلال المؤتمر الصحفي اليوم أن مجلس الوزراء ناقش موضوع الخبز المدعم بشكل مفصل، وأشار إلى أن سعر الخبز المدعم لم يشهد أي تغيير منذ أكثر من 30 عامًا، على الرغم من أن تكلفة إنتاجه تضاعفت مرات عديدة خلال هذه الفترة، وبناءًا على الدعم المستمر للخبز المدعم على مدى العقود الثلاثة الماضية؛ فقد ترتب على ذلك تحميل الدولة أعباء مالية متزايدة بشكل كبير.
أوضح الدكتور مدبولي خلال المؤتمر الصحفي أن تكلفة إنتاج رغيف الخبز على الدولة المصرية قد بلغت 125 قرشًا، بينما يُباع للمستهلك بسعر 5 قروش مما يعني أن الدولة تتحمل فارق التكلفة البالغ 120 قرشًا على كل رغيف، كما أشار إلى أن متوسط استهلاك الخبز في مصر يتجاوز 100 مليار رغيف سنويًا مما يعني أن الدعم الذي تقدمه الدولة يصل إلى أكثر من 120 مليار جنيه سنويًا.
بناءً على هذه الأرقام الهائلة أكد مدبولي على ضرورة اتخاذ تحركات لتقليص هذه الأعباء المالية الكبيرة التي تتحملها الدولة، وأكد أن هذا التحرك ليس مجرد إلغاء للدعم؛ بل هو تحرك تقليدي لتحقيق التوازن بين تكلفة الإنتاج والدعم المقدم للمواطنين.
