بعد تأكيد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان في حادثة تحطم مروحية في شمال شرق إيران، من المتوقع أن يتولى محمد مخبر رئاسة إيران كخلف للرئيس الراحل.
أما محمد مخبر الذي يبلغ من العمر 68 عاماً، هو شخصية بارزة في الساحة السياسية الإيرانية، ويحمل درجتي دكتوراه في القانون الدولي والإدارة، وقد ترأس لجنة تنفيذ أمر الإمام الخميني، وهي مؤسسة حكومية مختصة بالشؤون الخيرية، كما شغل منصب المدير التنفيذي ونائب الرئيس التنفيذي لشركة خوزستان للاتصالات.
وقد جرت عليه عدة عقوبات دولية وإقليمية، فقد أدرجه الاتحاد الأوروبي عام 2010 على قائمته للعقوبات بسبب صلته المزعومة ببرنامج إيران الصاروخي، كما تم إدراجه على قائمة العقوبات من قبل وزارة الخزانة الأميركية في يناير 2021.
وفي أغسطس 2021 فقد اختاره الرئيس إبراهيم رئيسي نائبًا أول له، وهذا يضعه في موقع مهم في النظام السياسي الإيراني.
ووفقًا للدستور الإيراني يعتبر رئيس الجمهورية أعلى مسؤول رسمي في البلاد بعد المرشد الأعلى، وتنص المادة 113 من الدستور على أن الرئيس هو المسؤول عن تنفيذ الدستور ورئاسة السلطة التنفيذية.
وفي حالة وفاة أو غياب أو مرض رئيس الجمهورية، يتولى نائبه الأول صلاحيات ومهام رئيس الجمهورية، وفقًا للمادة 131 من الدستور.
وتنص المادة 131 أيضًا على ضرورة تشكيل مجلس لاختيار رئيس جديد في غضون فترة أقصاها 50 يومًا.
ويُعتبر محمد مخبر شخصية بارزة في إيران ويتمتع بعلاقة وثيقة مع آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران.
وفي عام 2007 فقد اختاره آية الله خامنئي ليكون الرئيس التنفيذي لمؤسسة “ستاد”، وهي إمبراطورية مالية تسيطر على مليارات الدولارات وتديرها خامنئي.
محمد مخبر
ويواجه محمد مخبر عقوبات عدة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بسبب صلته ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وتهم الفساد.
وعلى سبيل المثال في عام 2010، فقد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على محمد مخبر وسبعة إيرانيين آخرين بسبب دورهم في البرنامج الصاروخي الإيراني.
وفي عام 2021 فقد فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على محمد مخبر بسبب “الفساد المنهجي وسوء الإدارة” في إيران.
وبعد ستة أشهر من إعلان الولايات المتحدة عن العقوبات، فقد تم تعيين محمد مخبر كنائب أول للرئيس الإيراني.
ومنذ بداية حياته المهنية فقد ارتبط اسم مخبر بفضيحة فساد تتعلق بمؤسسة “مستضعفان” وصلت إلى الحرس الثوري الإيراني.
وقد فضحت العقوبات المفروضة على بنك “سينا” تورطه في تمويل برامج الصواريخ الباليستية والبرامج النووية الإيرانية والإرهاب المدعوم من الدولة.
محمد مخبر
وقد أكدت مصادر في “يونايتد أغانست نوكليير إيران” بأن العلاقة الوثيقة بين المرشد ونائب الرئيس الأول، محمد المخبر، هي ما ضمنت له هذا المنصب المرموق.
ويعتبر المخبر الشخصية المفضلة لدى الرئيس، نظرًا لنقص الرئيس الإيراني في الخبرة بالشؤون الاقتصادية.
وقد كان اختيار المخبر الأول للمنصب بعد تولي الرئيس منصبه في أغسطس 2021، حيث تميَّز بقوته وتأثيره في الإدارة الحكومية.
وتُشير التقارير إلى أن المخبر يقوم بتمثيل الرئيس في عدة مناسبات استقبل خلالها الوفود الخارجية التي زارت إيران.
ويجب أن نذكر أن نائب الرئيس الأول في إيران يعتبر ثاني أقوى شخصية في الحكومة بعد الرئيس نفسه.
ومن المتوقع أن يتولى المخبر رئاسة اجتماعات مجلس الوزراء في حال غياب الرئيس، وينسق أنشطة نواب الرئيس الأخرين.
وفي حالة وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، سيتولى محمد مخبر تلقائيًا منصب الرئاسة، وهذا يعتمد بشكل كبير على موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي، كما ينص على ذلك الدستور.
وفي حالة وفاة المرشد الأعلى علي خامنئي واستمرار الرئيس رئيسي والمخبر على قيد الحياة، وفي حال اختيار مجلس الخبراء رئيسي كمرشد أعلى للبلاد، فإن صعود المخبر إلى منصب الرئاسة يصبح ممكنًا أيضًا.
