تصاعدت حصيلة ضحايا الفيضانات في شمال أفغانستان، حيث أعلنت وزارة شؤون اللاجئين في حكومة حركة طالبان أن عدد الوفيات ارتفع إلى 315، فيما تجاوز عدد المصابين 1600.
وقد جاءت هذه المعلومات في تحديث نشرته الوزارة على منصة إكس، استنادًا إلى بيانات مكتبها المحلي في إقليم بغلان.
وفي السياق نفسه فقد ذكرت وزارة الداخلية أن الحصيلة الرسمية الأولية للقتلى كانت 153، ولكنها أشارت إلى أن هذا العدد من المحتمل أن يرتفع.
وتعد الفيضانات نتيجة الأمطار الغزيرة التي تسببت فيها، وأدت إلى تضرر آلاف المنازل ومصرع عدد كبير من الأبقار والماشية التي جرفتها السيول.
وعلى صعيد آخر فقد تضررت منشآت الرعاية الصحية والبنية التحتية الحيوية مثل شبكة المياه جراء هذه الفيضانات، وفقًا لتقارير منظمات الإغاثة.
ويرجع تفاقم هذه الكوارث الطبيعية في أفغانستان إلى تأثيرات تغير المناخ، وقد اعتبرت البلاد واحدة من أكثر الدول تضررًا بتلك التغيرات من قبل الأمم المتحدة.
وعلى نحو متصل تعاني أفغانستان من نقص في المساعدات الدولية بعد سيطرة حركة طالبان على السلطة وانسحاب القوات الأجنبية في عام 2021.
ومنذ منتصف أبريل الماضي فقد تسببت الفيضانات في مقتل عشرات الأشخاص في ولايات أفغانية عدة، ولم تسلم أي منطقة منها بحسب السلطات كما غمرت المياه أيضاً مساحات زراعية في بلد يعتمد 80% من سكانه ( الذين يبلغ عددهم أكثر من 40 مليون نسمة) على الزراعة.
وقد شهدت أفغانستان شتاء جافا جدا وتعاني من اضطرابات مناخية، ويؤكد الخبراء بأن البلد الذي مزقته الحرب خلال 4 عقود هو من بين أفقر البلدان في العالم وأقلها استعدادا لمواجهة عواقب تغير المناخ.
وقد تم قطع المساعدات التنموية التي كانت تشكل العمود الفقري للاقتصاد الحكومي، وهو ما أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي، وتزداد تعقيدًا بسبب انشغال الحكومات الأجنبية بأزمات عالمية أخرى، وكذلك بسبب قيود حركة طالبان على مشاركة النساء الأفغانيات في عمليات الإغاثة.
وفي هذا السياق فقد دعا وزير الاقتصاد في حكومة طالبان دين محمد حنيف، في بيان للأمم المتحدة ووكالات الإغاثة والشركات الخاصة إلى تقديم الدعم للمتضررين من الفيضانات.
وقد تسببت فيضانات الأمطار الغزيرة في كل من أفغانستان وكينيا والبرازيل بمقتل المئات ونزوح عشرات الآلاف، بالإضافة إلى تضرر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
وقد صرح محمد خاطر، نائب رئيس مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في أفغانستان، بأن ارتفاع عدد الضحايا يرجع جزئيا إلى إقامة كثيرين بالقرب من الممرات المائية، وأن الوفيات شائعة خلال الأمطار الموسمية، وأضاف خاطر في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس: “هذا حدث يومي خلال هذا الموسم، موسم الأمطار”.