أثارت قرارات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، باستئجار طائرة فاخرة تكلفتها 42 مليون جنيه إسترليني (أكثر من 52 مليون دولار) لتنقلاته خلال جولته في آسيا الوسطى انتقادات لاذعة.
ووفقًا لصحيفة “ميرور” فقد سافر كاميرون على متن طائرة “إمبراير لينيغ 1000” في زيارة استمرت خمسة أيام إلى عدة دول من بينها طاجيكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان ومنغوليا.
وتوفر الطائرة مجموعة مختارة من المأكولات والمشروبات والعصائر، كما أنها توفر قائمة مناسبة للركاب الأكثر طلبًا للرحلات على متنها، كما تشمل الميزات الأخرى للطائرة طاولة طعام خاصة بها، بالإضافة إلى منطقة استرخاء منفصلة.
وقبل جولة كاميرون فقد صرحت الحكومة البريطانية بأن وزير الخارجية سوف يستغل الزيارة لتعزيز الفرص للشركات البريطانية والإعلان عن تمويل جديد بقيمة 50 مليون جنيه استرليني لدعم سيادة واستقلال الدول في جميع أنحاء المنطقة.
وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال جولته في آسيا الوسطى
وقد تعرض كاميرون لانتقادات حادة من المدعية العامة إميلي ثورنبيري، التي عبرت عن استيائها من إنفاق مئات الآلاف من الجنيهات على حساب الضرائب لتأجير طائرة فاخرة بهذا الثمن.
وقد كتبت المدعية العامة إميلي ثورنبيري على موقع “إكس”: “أدرك أن ديفيد كاميرون قد يحتاج إلى استئجار طائرة عند السفر إلى بلدان متعددة في أسبوع واحد، ولكن هذا لا يبرر إنفاق مئات الآلاف من الجنيهات على حساب دافعي الضرائب لاستئجار واحدة من أفخم الطائرات الخاصة”.
I get that David Cameron may need to charter a plane when travelling to multiple countries in one week, but that does not justify spending hundreds of thousands of pounds at taxpayers' expense to hire one of the most luxurious private jets on the market. https://t.co/2Snbwhed8w pic.twitter.com/xexZZnjvEe
— Emily Thornberry (@EmilyThornberry) April 28, 2024
ومن جانبها فقد ردت وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية على الانتقادات الموجهة لكاميرون بواسطة المتحدث باسمها، حيث أكد المتحدث بأن وظيفة وزير الخارجية تستلزم السفر إلى الخارج لحماية مصالح المملكة المتحدة، وأن استئجار الطائرة كانت الخيار الأكثر فعالية في هذه الحالة، وأشار إلى أن قيمة المال تؤخذ في الاعتبار عند اتخاذ قرارات السفر، وتُعلن التكاليف بشكل منتظم لتحقيق الشفافية.
ويُذكر أن العام الماضي فقد تعرض سلف كاميرون، جيمس كليفرلي، لانتقادات مماثلة بسبب استخدامه نفس النوع من الطائرات الفاخرة خلال جولة استمرت ثمانية أيام في منطقة البحر الكاريبي وأميركا اللاتينية، وقد بلغت فاتورة هذه الرحلة حوالي 348 ألف جنيه إسترليني.
كما تعرض رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك لانتقادات بسبب ولعه بالسفر الجوي لمسافات قصيرة للرحلات داخل المملكة المتحدة، وقال داونينغ ستريت أنه في فبراير 2023 فقد سافر رئيس الوزراء إلى لندن من دورست بطائرة هليكوبتر وعاد إلى جنوب غرب إنجلترا بالطائرة في صباح اليوم التالي.
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك
وفي الشهر السابق فقد قام سوناك برحلات داخلية بطائرات سلاح الجو الملكي البريطاني ثلاث مرات في 10 أيام، وقد استقل رحلة مدتها 40 دقيقة على متن طائرة ذات 14 مقعدا لحضور حدث في بلاكبول، لانكشاير، وذلك بعد رحلات جوية إلى اسكتلندا وليدز.