نحن غاضبون، نحن منكسرون، هكذا بدأ القس والدكتور منذر إسحاق، الراعي لكنيسة الميلاد في بيت لحم بالضفة الغربية خطبته، بمناسبة أعياد ميلاد المسيح، حيث قال المسيح تحت الركام، والصمت تواطؤ، وغزة هي البوصلة الأخلاقية للعالم.
نحن خائفون
نحن في حداد بدلا من الاحتفال والأعياد، نحن غاضبون، نحن مكسورون، لا ينظر إلينا العالم، ربما للون بشرتنا، هناك عشرون ألفا قتلوا في حرب إبادة جماعية، والآلاف تحت الركام، 9000 طفل قتلوا بوحشية، 1.9 مليون هجروا من منازلهم، نحن خائفون، هل سيكون هذا مصيرنا في بيت لحم، أو رام الله أو جنين، العالم يشاهد الطريقة التي يقتل بها أهالي غزة، غزة التي نعرفها لم تعد موجودة.
"المسيح تحت الركام. لأننا لسنا بيضا يعتبروننا أقل من البشر.. عسكروا الإنجيل لتبرير إبادتنا. الكنيسة الغربية متواطئة. لم تشفع لنا حتى قرابتنا من المسيح. #غزة هي بوصلة العالم الأخلاقيّة اليوم!"
خطبة قوية من راعي كنيسة الميلاد بـ #بيت_لحم، القس د. منذر إسحاق#حرب_غزة pic.twitter.com/Em4a4NM2si— مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) December 26, 2023
العالم غير عادل
لعل العالم يهتم، ولكنه يستمر، الصمت يعطي الضوء الأخضر للاحتلال، أن يستمر، الصمت غطاء سياسي، للإبادة الجماعية لشعب غزة المحاصر، العالم لا ينظر لنا على قدم المساواة، حتى صلتنا بالمسيح لم تحمنا، فالاحتلال يقول لو قتل مائة ألف فلسطيني، مقابل فرد واحد من حماس هذا يكفي، نحن لسنا بشر في أعينهم.
نفاق مروع يعيشه الغرب
العالم الغربي لا يأخذ ما يقوله الفلسطينيون على محمل الجد، ولكنه يصدق الجانب الإسرائيلي رغم تضليله وأكاذيبه التاريخية المعهودة، وأقول لأصدقائي الأوروبيين، لا أريد أن أسمع حديثكم عن حقوق الإنسان أو القانون الدولي، بعد اليوم، وأنا أعني ما أقول.
مناهضون لبلينكن يطالبون بوقف إطلاق الناردفاع إسرائيل عن نفسها
كما تعجب القس د. منذر إسحاق، من مقولة الدفاع عن النفس، التي يكررها أمريكا والغرب، كيف تهجير ما يقرب من 2 مليون فلسطيني من منازلهم، يكون دفاع عن النفس، كما أشار د. منذر، إلى أن هذه ليست المرة الأولى، التي يطرد فيها سكان قطاع غزة، من ديارهم، فإن الأراضي التي يعيش فيها الإسرائيليون الآن، هي أراضي أهل غزة، هل نسيتم؟، هل نسيتم أن الدولة التي تتحدثون عنها بنيت على أنقاض منازل أهل غزة أنفسهم، كيف جعلتم المحتلين ضحايا، وجعلتم الضحايا مجرمين؟.
الصمت هو تواطؤ
نحن غاضبون من تواطؤ الكنيسة، دعونا نتكلم بصراحة، أي صمت هو تواطؤ، الدعوات الفارغة، دون وقف كامل لإطلاق النار، ودون إنهاء الاحتلال هي تواطؤ أيضا، وكلمات الشفقة دون حركة فعلية، تندرج تحت مسمى التواطؤ.
تدمير غزةغزة هي البوصلة الأخلاقية للعالم
غزة كانت جحيما، قبل السابع من أكتوبر، بينما كان العالم صامت، والآن نتفاجأ أن العالم مازال صامتا، رغم كل ما يحدث، إذا لم تكن مرتاعا لما يحدث في غزة، فلتراجع أخلاقك، إذا لم تهتز أعماقك، فهناك خطأ ما في الإنسانية، وإذا لم يكن نحن المسيحيون خائفين من الإبادة الجماعية، ومن استخدام الإنجيل سلاح في تبرير هذه الإبادة، فسيكون هناك خطأ في شهادتنا المسيحية، وسنكون عندئذ مساومين على مصداقية رسالتنا المسيحية، وأنت إذا فشلت في وصف ما يحدث أنه إبادة جماعية، ستكون تلك خطيئتك، والظلام الذي ستعيشه إلى الأبد.
علم دولة فلسطين
مقاله جميله اوى يا د/ صفاء،،،،تحياتى 🌹♥️