صباح السبت السابع من أكتوبر عام 2023، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) دخول طائرات دون طيار ومسيرات انتحارية الخدمة؛ وقد أطلقت عليها اسم << مسيرة الزواري>> لتشكل عملية ( طوفان الأقصى) الانطلاقة الفعلية لها.
وقد ذكرت كتائب القسام في بيانها الصادر إثر عمليتها العسكرية تجاه الأراضي المحتلة والتي اسمتها بـ ( طوفان الأقصى ) أن إجمالي الطائرات الانتحارية التي أطلقتها في العملية من فصيلة ( الزواري ) قد بلغ 35 طائرة انتحارية شملت جميع محاور الاشتباك؛ متشابهة مع القوات المصرية في حرب السادس من أكتوبر بقيام القوات الجوية بتمهيد نيراني لعبور القوات، وأمطرت كتائب القسام في السابع من أكتوبر قوات الاحتلال بـ مسيرات أبابيل والزواري وهو ما وثقته عبر مقاطع مصورة بثتها خلال عملية ” طوفان الأقصى “.
وتنسب حركة المقاومة الإسلامية الطائرات والمسيرات الانتحارية لـ المهندس محمد محمود الزواري، وفي ذكر اغتياله نقدم لكم سيرة المهندس الشهيد:
هو ” محمد محمود الزواري” من مواليد بلدة صفاقس التونسية عام 1967، وقد التحق بالمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس؛ لكنه لم يتمكن من التخرج إلا في عام 2013 وذلك ل أسباب سياسية وأمنية.
وعلى إثر هذا تنقل بين البلدان العربية فكان دائم الترحال من بلد لآخر خشية البطش من نظام ” زين العابدين” ؛ إلا أنه استطاع الحصول على الجنسية السودانية تحت اسم مستعار (مراد).
وحول انضمامه لـ كتائب القسام فإن التقارير المنشورة حوله تؤكد انضمامه لـ القسام عام 2006 بشكل سري، ثم ألتحق بعد ذلك بوحدة المسيرات والطائرات الانتحارية وهي أحد الوحدات الخاصة لدى القسام.
ساهم القسام في تطوير سلاح الطائرات بدون طيار؛ إذ كان وقت التحاقه بالقسام كان السلاح في بداية نشأته وكان في المرحلة الأولى والتي تمثلت في صناعة نماذج بدائية وقد بها حتى صار رئيسًا لها فيما بعد.
وقد سبق للزواري زيارة قطاع غزة مرات عدة وكانت معظمها بشكل سري وخلال زياراته كان يشرف على تصنيع المسيرات والتي عرفت فيما بعد بـ ” أبابيل “؛ والجدير بالذكر أن مسيرة ” أبابيل” كان لها الفضل في إحداث الفارق في عدوان الاحتلال على غزة عام 2014.
بعد قيام الثورة التونسية عاد الزواري إلى بلده تونس عام 2013، ومع عودته لتونس شرع في تنفيذ حلمه؛ عبر تأسيس جمعية في مدينة صفاقس بتونس للطيران أطلق عليها اسم ” نادي طيران الجنوب”.
عمل الزواري على تطوير البنية التحتية للسلاح البحري لدى كتائب القسام، ولعل ذلك دافعه لتقديم أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الهندسة عبر صناعة نموذج لـ غواصة بحرية ذاتية القيادة عام 2016.
وفي صباح الـ 15 من ديسمبر عام 2016 تم استهداف الدكتور الزواري من قبل شخصين بإطلاق 20 طلقة تجاه الزواري داخل سيارته أردته قتيلًا.
وقد حملت كتائب القسام وقتها الموساد الإسرائيلي عملية اغتيال الزواري، متوعدة الاحتلال بالثأر له باعتباره أحد قادتها؛ ووري جسد الزواري الثرى في مسقط رأسه بمنطقة صفاقس بتونس؛ وقد أقامت له القسام مجلس عزاء في قطاع غزة وبعدة دول عربية وغربية.