في شاطئ الدمام، تركت سفينة بحرية عائمة منذ 15 عام، تثير الفضول والتساؤلات لدى الزوار والمارة، وهذه السفينة ليست سفينة عادية، بل هي حفار بحري، يستخدم في الحفر والاستكشاف والصيانة تحت سطح البحر. لكن ما هي قصتها؟ ومن هو مالكها؟ وما هي مصيرها؟
ما هي السفينة البحرية العائمة؟
السفينة البحرية العائمة عبارة عن “حفار”، إذ جرى تصميمها بجهاز حفر، غالبًا ما يستخدم في الحفر البحري لأغراض استكشافية أو لأغراض علمية، فضلًا عن استخدامها منصةً لإجراء عمليات الصيانة للآبار أو استكمال الأعمال مثل عملية تركيب الأغلفة والأنابيب أو غيرها من عمليات تركيب الهياكل تحت سطح البحر، بجانب استخدامات أخرى مثل الردم وتكبير منطقة الشواطئ.
وتتميز السفينة البحرية العائمة بأنها تستطيع الحفاظ على موقعها الثابت في الماء، دون الحاجة إلى التثبيت بالمراسي أو السلاسل، وذلك بواسطة نظام يسمى “التحكم الديناميكي في الموقع”، الذي يعتمد على استخدام محركات وأجهزة استشعار وحواسيب لضبط حركة السفينة وتوازنها.
وتعد السفينة البحرية العائمة وسيلة مهمة وفعالة للحفر والاستكشاف في المياه العميقة والمناطق البعيدة عن الشواطئ، حيث توفر تكاليف أقل ومرونة أكبر من الحفارات الثابتة أو السفن العادية.
ما هي قصة السفينة البحرية العائمة في شاطئ الدمام؟
بحسب ما علمت مصادر “العربية.نت”، فإن السفينة البحرية العائمة تعود ملكيتها لشركة خاصة، كانت تعمل في مجال الحفر البحري، وتم استئجارها من قبل شركة أخرى لإجراء عمليات حفر في الخليج العربي، لكن بعد انتهاء عقد الاستئجار، تم ترك السفينة في شاطئ الدمام، دون أن يتم نقلها أو بيعها أو تفكيكها.
ومنذ ذلك الحين، بقيت السفينة العائمة في مكانها، دون أن تحرك ساكنًا، ودون أن تتلقى أي صيانة أو رعاية، وبسبب طول مدة بقائها، بدأت تتعرض للتآكل والصدأ والتلف، وتشكل خطرًا على البيئة البحرية والسلامة العامة.
وقد أثارت السفينة البحرية العائمة اهتمام الكثير من الناس، الذين يتساءلون عن هويتها ومصدرها وسبب وجودها في الشاطئ، وقد نشر بعضهم صورًا وفيديوهات لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالبوا بمعرفة حقيقتها ومصيرها.
ما هي الإجراءات المتخذة بشأن السفينة البحرية العائمة؟
لم تمر السفينة البحرية العائمة مرور الكرام على الجهات المختصة، التي بدأت تتخذ إجراءات للتعامل معها، ففي شهر نوفمبر الماضي، أصدرت الهيئة العامة للنقل إخطارًا لمالك السفينة، يطالبه بمراجعة فرع الهيئة بالمنطقة الشرقية لإنهاء الإجراءات الخاصة بها، وإلا سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وبحسب الهيئة، فإن السفينة البحرية عبارة عن “حفار” مجهولة الهوية، ويجب على مالكها إثبات ملكيتها والتقيد بالأنظمة والتشريعات الصادرة عن الهيئة والجهات ذات العلاقة فيما يتعلق باستخدام وسائل النقل والقطع البحرية للمساهمة في الحفاظ على البيئة البحرية.
وفي حال عدم الاستجابة للإخطار، سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة السفينة البحرية من موقعها، وتحويلها إلى الجهات المختصة للتصرف فيها بالطريقة المناسبة.
ومن جانب آخر، علمت مصادر “العربية.نت” بتشكيل لجنة برئاسة المديرية العامة لحرس الحدود السعودي، وعضوية جهات ذات علاقة، من أجل التباحث في شأن السفينة البحرية العائمة في شاطئ الدمام.
وأشارت المصادر إلى أن المركز الوطني للرقابة والالتزام البيئي، وحرس الحدود، سيكملان إجراءاتهما لإزالتها نظرًا إلى وجودها في مكان غير مخصص، إذ يتبع لمشروعات ترفيهية، وذلك بعد انتهاء مدة الإخطار التي بدأت منذ الـ24 من شهر نوفمبر.