الحرب على غزة وحديث الأرقام

 

 
شهر بالتمام والكمال، منذ انطلقت رحى الحرب الطاحنة في قطاع غزة، عدة لم تتوقف آلة القتل الإسرائيلية فيها ولو للحظة واحدة، فهي تدور برًا وبحرًا وجوًا، حتى تفتك بالعدد الأكبر من البشر، وتدفنهم  بأطنانٍ من المتفجرات تحت ركام البيوت..

و إذا ما تحدثنا بحديث الأرقام الذي يطول، فكم  حصيلة ما خلفته هذه الآلة الشيطانية ورائها من ضحايا بهذه الأيام الثلاثين.

 

آثار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة

 

في بيانٍ عن وزارة الصحة بحكومة حماس، تم الإعلان عن أكثر من عشرة آلاف حالة وفاة، نتيجة الغارات الإسرائيلية البربرية على القطاع.

وقد شكل الأطفال أكثر من أربعين بالمئة من هذه الأعداد، حيث وصل إجمالي القتلى من الأطفال إلى 4.104 طفل.

 

بينما قتل من النساء ما يقرب من 2.641 امرأة، في حين راح من المسنين 611 مسنًا.

ولم تقف الأرقام عند العشرة آلاف قتيل وحسب، فهناك عشرات العائلات قد محيت عن آخرها من ملفات السجل المدني. 

 

هذا بخلاف أكثر من 2.260 مفقود، من الصعب أن يكونوا أحياءًا حتى الآن، جلهم من الأطفال والنساء، بالإضافة لأكثر من 25.500 جريح يفترشون طرقاتِ المستشفيات.

وقد أرقني هذا المسمى، فما وجدت له وصفًا يشمله، فهل اصف جرح الروح بفقد كل الغوالي دفعة واحدة، أم أصف جرح الجسد وآثار القنابل، والشظايا المشتعلة، والمواد الكيميائية الحارقة، وبتر الأعضاء.

أضف إلى هذه الجراح، جراح مليونًا ونصف من النازحين الهاربين من القصف إلى القصف، والناجون من الموتِ بالموت..

 

هذه الأرقام لا تقف عند كونها أرقامًا وحسب، فهي حيوات مليئة بالتفاصيل، دفء وضحكات وصلاة ونقاشات ومودة طالما ملأت جنبات البيوت، تفاصيل كثيرة، كلها انتهت ودفنت دون قبر..

 

حتى الحجر لم يسلم من القصف

مشاهد الدمار في كل شبر في غزة

 

أما عن حديث البيوت، فالبنى التحتية ليست بأفضلِ حالًا من البشر، فالمنازل التي دكت فوق رؤس ساكنيها اقتربت من الأربعين ألف مسكن، بخلاف 220.000 ألف أخرى تضررت بشكل جزئي.

 

وليست البيوت وحدها هي من وقفت تتلقى ضربات العدوان، فقد وقف الجميع تحت القصف،  وضُرب كل شىء بالقنابل.

 ضربت المباني التعليمية، وتضرر ما يقرب من 225 مؤسسة تعليمية، وخرجت 48 منشأة صحية من الخدمة، لأسباب كثيرة، منها القصف ونقص الوقود، ونفاذ المعدات والأدوات، وغيره.

 

وتضررت 39 مستشفى بشكلٍ كامل ، وضربت  31 من سيارات الإسعاف بطواقمها ومرضاها وشهدائها، فأي عرف للحرب ذلك الذي يقتل الميت مرتين، ويصيب المريض مرتين، ويقتله ومَن  خمله ومَن داواه..

 

أسلحة محرمة دوليًا تُستخدم ضد المدنيين في غزة

 

اسلحة محرمة دوليًا تضرب المدنين في القطاع

 

على الجانب الآخر من الحرب، أكدت وزارة المالية الإسرائيلية بأن الحرب على غزة كبيرة الكلفة الاقتصادية، فقد كلفتها حتى الآن أكثر من 50 مليار دولار،  أي بما يعادل 10 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي، وبكلفة يومية تتخطى 250 مليار دولار يوميًا..

 

ووفقًا لتحليل أجرته صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية لصور الأقمار الصناعية؛ فقد ضربت إسرائيل مخيم جباليا وحده بقنبلتين يبلغ وزن الواحدة منها لما يقرب من التسعمئة كيلو جرام.

 

كما أكد عددًا من الأطباء العاملين بالمستشفيات الفلسطينية، أن الكيان الصهيوني استخدم في اعتداءاته الوحشية على المدنيين أسلحة كيميائية محرمة دوليًا، منها صواريخ محشوة بالمواد الكيميائية المحرمة، والتي تذيب الجسم حتى العظام.

 

وقد أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان؛ أن القنابل التي ألقيت على قطاع غزة، قد تخطت 25 طنًا من القنابل، في حين ضربت هيروشيما إبان الحرب العالمية الثانية ب 15 طنًا،  أي أن غزة قد تفوقت حتى على هيروشيما بمرة ونصف من حجم المآساة..

 

هذا في ظل صمتٍ تام من المجتمع الدولي، ولا ندري كم ألفًا من الشهداء علينا أن نودع،  حتى تدع هذه الحرب أوزارها، وتخمد نيران ظلت لثلاثين يومًا تقول هل من مزيد.. 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.