في ظل سعيها المتواصل نحو تحقيق الابتكار، تقدم منصة X عرضًا جديدًا يثير الاهتمام وهو إمكانية اقتناء أسماء المستخدمين الخاملة بمقابل مالي يصل إلى 50،000 دولار أمريكي.
تم الكشف عن هذه المبادرة في رسائل بريد إلكتروني حصلت عليها مجلة Forbes، مما يعكس رغبة المنصة في استثمار الأسماء غير المستخدمة.
قد أوضح الرئيس التنفيذي، إيلون ماسك، في تصريحات سابقة خلال شهر مايو، أن المنصة تخطط لتنظيف الفضاء الافتراضي من الحسابات التي لم تعد تنبض بالحياة، ملمحًا إلى أن هناك خطط مستقبلية لإحياء أسماء المستخدمين التي هُجرت وتركت بلا استخدام.
وفي تطور مثير، قامت المنصة بتشكيل فريق متخصص يُعرف باسم “فريق Handle”، وظيفته الرئيسية تتمثل في تنظيم وإدارة السوق الخاصة ببيع وشراء هذه الأسماء المستخدمية المرتبطة بحسابات لم تعد تشهد أي نشاط.
في سياق متصل، طرأ تغيير على سياسة المنصة في الآونة الأخيرة، إذ أصبح يتوجب على المستخدمين تفعيل دخولهم إلى حساباتهم على الأقل مرة كل 30 يومًا للحفاظ على وضعهم كمستخدمين نشطين، وإلا فإنهم يواجهون خطر التعليق المؤقت أو حتى الحذف النهائي لحساباتهم إذا ما تمادوا في إهمالها.
حتى الآن، لم توضح منصة X بعد المدة الزمنية التي يجب أن يظل خلالها الحساب بدون نشاط حتى يُعتبر مؤهلًا للحذف ويُعرض اسم المستخدم الخاص به للبيع.
هذا الغموض يضيف طبقة أخرى من الترقب والحذر بين المستخدمين الذين قد يفاجئون بأسماءهم معروضة للبيع في سوق المنصة الرقمية الجديدة.
إدارة الموارد الرقمية
بالفعل، يبدو أن هذا الإجراء الجديد قد يمثل منعطفًا في كيفية إدارة الموارد الرقمية على المنصات الاجتماعية.
إذ يُظهر أن أسماء المستخدمين، والتي غالبًا ما تُعتبر مجرد هويات رقمية، باتت تمتلك قيمة مالية في حال لم تُستغل لفترات طويلة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه السياسة الجديدة قد تلقى بعض الانتقادات.
فهناك من يرى أن السعر المرتفع المطلوب لاقتناء هذه الأسماء قد يكون عائقًا أمام الأفراد الذين قد يرغبون في استعادة أسماء مستخدمين تحمل قيمة شخصية أو تاريخية بالنسبة لهم.
كما أن السياسة تثير أسئلة حول حقوق الأسماء وكيفية تحديد الملكية الحقيقية لها في الفضاء الافتراضي.
على الرغم من ذلك، تبقى فكرة تحويل الأسماء الخاملة إلى سلعة يمكن تداولها وشراؤها فكرة جديدة تعكس تطور الاقتصاد الرقمي.
وليس من الواضح بعد كيف ستتعامل المنصات المنافسة مع هذا التوجه، أو كيف سيتم تقبله من قبل المجتمعات الرقمية المختلفة.
في النهاية، يظل المستخدمون في انتظار المزيد من التفاصيل حول كيفية تنفيذ هذه السياسة، وما ستؤول إليه نتائجها.
فالتساؤلات كثيرة حول مدى نجاح “فريق Handle” في إدارة هذه العملية وتأثيرها على صورة المنصة ومدى ثقة المستخدمين في سياساتها.
