المملكة العربية السعودية تدين العدوان الإسرائيلي في غزة وتدعو إلى وقف إطلاق النار فورًا

مع استمرار الهجوم الإسرائيلي المتواصل على سكان غزة منذ أكثر من شهرين، تعرض القطاع الذي يعاني من الحصار والفقر لحملة عسكرية ضارية، التي أودت بحياة وجرح المئات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية والمنشآت الحيوية، وفي ظل تفاقم حالة التوتر والعنف، أصبحت غزة مسرحًا لحرب لا تعرف الرحمة، تهدد حياة وأمن سكانها البالغ عددهم نحو مليوني نسمة.

الدعوات لوقف الحرب

وفي مواجهة هذه المأساة، ارتفع صوت المجتمع الدولي والجهات الإقليمية المطالبة بإنهاء الحرب في غزة، وإيجاد حل سلمي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة والعيش بأمان، وفي هذا الإطار، لعبت دول عربية دور فعال في التوسط بين الأطراف المتصارعة، والضغط على إسرائيل للقبول بالوقف الفوري لإطلاق النار.

دور المملكة السعودية

ومن بين هذه الدول، تبرز المملكة العربية السعودية، التي أدانت بأشد العبارات استهداف قوات الجيش الإسرائيلي لمخيم جباليا في قطاع غزة يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي تسبب في وفاة وإصابة عدد كبير من المدنيين، وأكدت المملكة في بيان لوزارة خارجيتها أن وقف العمليات العسكرية في غزة هو أولوية ملحة لا يمكن تأجيلها أو تجاهلها.

واتصل ولي عهد المملكة محمد بن سلمان بالرئيس الأميركي جو بايدن يوم 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وبحث معه التصعيد العسكري في غزة، وضرورة التحرك بشكل عاجل لإنهاء هذه المأساة، كما دعا إلى رفض استهداف المدنيين بأي شكل أو التهجير القسري.

وقد نجحت هذه الجهود في إحلال هدنة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامية في غزة، بعد اتصالات مصرية وقطرية، وأبدى بايدن ترحيبه بهذه الخطوة، ودعا إلى تنفيذ الاتفاق بالكامل، والعمل على تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

المملكة العربية السعودية تدين العدوان الإسرائيلي في غزة وتدعو إلى وقف إطلاق النار المصدر: العربية

الخطوات المستقبلية

ومع ذلك، فإن هذه الهدنة لا تعني نهاية الصراع، بل تمثل فرصة لتخفيف المعاناة الإنسانية، وإعادة الحوار، والبحث عن حلول شاملة تراعي حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وفي هذا المجال، تظل المملكة السعودية حريصة على دعم القضية الفلسطينية، والوقوف إلى جانب إخوانها في غزة، والمساهمة في إغاثتهم وإعمار ما دمرته الحرب، وقد أعلنت المملكة عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لغزة بقيمة 100 مليون دولار، والتزامها بالمشاركة في جهود إعادة إعمار ما دمره القصف.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فإن أكثر من 2000 شخص قُتِلوا في غزة خلال هذا الهجوم، وأصيب أكثر من 10،000 آخرين، وشُرِد نحو نصف مليون نسمة، وهذه الأرقام تؤكد على حجم المأساة التي يعيشها أهالي غزة، والتي تستوجب التضامن والتكاتف من كافة الأطراف لإنقاذهم من هذا الوضع المزري.