“إسرائيل تحاصر غزة إلكترونيًا”.. ما الهدف من قطع الاحتلال الاتصالات والإنترنت عن القطاع؟
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية اجتياح بري لقطاع غزة، حيث استخدمت مجموعة متنوعة من الأسلحة في هذه العملية، بالإضافة إلى ذلك، قامت قوات الاحتلال بقطع خدمات الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة باستخدام وسائل مختلفة.
ووفقًا للدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية، يشهد قطاع غزة حاليًا تفاقمًا كبيرًا في الوضع الصعب الذي يعاني منه، موضحًا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بقطع الاتصالات والإنترنت في غزة كجزء من استراتيجية عسكرية راسخة، خاصة فيما يتعلق بالاجتياح البري والدخول البري لإسرائيل، حيث يتم قطع جميع وسائل الاتصال.
وأشار صادق، إلى أن سبب قطع الإنترنت في غزة أثناء الهجوم البري هو تعطيل الفلسطينيين عن توثيق المشاهد الصعبة، فضلًا عن منع وسائل الإعلام والمواقع الرائدة من نقل الأحداث الجارية في غزة إلى العالم، مؤكدًا أن هذا الوضع سيؤجج الصراع بشكل عام.
ومن جهته، أشار شادي محسن، باحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن هناك عدة أسباب دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي لقطع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة خلال العملية البرية، ومن بين تلك الأسباب منع تداول أخبار القصف الإسرائيلي لكي لا تنتشر بين السكان.
وأوضح شادي، أن التغطية الإعلامية للأحداث الجارية في غزة ستضع ضغطًا على الاحتلال الإسرائيلي خلال العملية البرية، ولذا تم قطع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة، لعدم توفير وسيلة تقليدية لنقل الصور والأحداث الحالية، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي صعب جدًا وهو غير مسبوق في الحروب السابقة.
وأعلنت شركة جوال الفلسطينية بأسف عن انقطاع كامل لخدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة بسبب العدوان المستمر، وأوضحت الشركة أن القصف العنيف في الساعات الأخيرة أدى إلى تدمير آخر المسارات الدولية التي تربط غزة بالعالم الخارجي، بالإضافة إلى المسارات التي دمرت سابقًا خلال العدوان، وبالتالي، تسبب هذا في انقطاع تام لخدمات شركات الاتصالات في قطاع غزة.
ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية هاشتاج “#starlinkforgaza” والذي انتشر بقوة على منصة “إكس” موقع “تويتر” سابقًا، وذلك للمطالبة بتوفير خدمة الإنترنت الفضائي لسكان قطاع غزة، ويهدف هذا المطلب إلى جذب انتباه الملياردير إيلون ماسك، مالك منصة “إكس” وشركة الإنترنت الفضائي “ستارلينك”، وتشجيعه على تلبية حاجة الفلسطينيين في غزة للاتصال بالعالم الخارجي، وذلك في ظل الصعوبات التي يواجهونها من انقطاع الكهرباء والماء والاتصالات والإنترنت.
ضمت الحملة آلاف من المستخدمين الذين يناشدون إيلون ماسك بضرورة توفير خدمة الإنترنت الفضائي للسكان في غزة، وذلك بسبب الظروف الصعبة التي يعانونها، وتذكر هؤلاء المستخدمين أن ماسك قدم هذه الخدمة في أوكرانيا خلال الصراع الروسي الأوكراني، حيث قدم شبكة إنترنت مجانية للسكان نتيجة للهجمات الروسية التي تسببت في تدمير البنية التحتية وانقطاع الخدمات بشكل كامل.
الجدير بالذكر أن شركة SpaceX تعمل حاليًا على بناء شبكة إنترنت فضائية واسعة النطاق في الفضاء تُسمى Starlink، وتم إطلاق الدفعة الأولى من أقمار Starlink في مايو 2019، وحاليًا يتواجد أكثر من 1200 قمر صناعي جاهز للخدمة، ويُتوقع أن يصل عدد الأقمار الصناعية في المدار إلى 42000 قمر صناعي بحلول منتصف عام 2027.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات قليلة الهجوم البري الشامل على قطاع غزة، وفي الوقت نفسه قامت سلطات الاحتلال بقطع الإنترنت والاتصالات والكهرباء عن القطاع الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مكثف.
وأعلنت منظمة العفو الدولية أنها فقدت الاتصال بموظفيها في قطاع غزة، مما لا يسبب إلا القلق للمنظمة. وعبرت عن أسفها لهذا الانقطاع في الاتصالات، حيث ستواجه صعوبة في الحصول على المعلومات والأدلة الضرورية المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ترتكب ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة.
وبدورها، أفادت خدمة NetBlocks المختصة في رصد الاتصال بالإنترنت بوقوع انهيار في الاتصالات بقطاع غزة، ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقدت عدة وكالات أممية الاتصال بفرقها في غزة.
