شاحنات المساعدات تستعد للدخول.. “معبر رفح” بوابة أمل لسكان غزة

الفلسطينيون في قطاع غزة يأملون في وصول المساعدات الإنسانية اليوم السبت، بعد أن استمر حصارهم لأكثر من عشرة أيام من قبل إسرائيل، ويعتبر المعبر البري في رفح مكانًا لتجمع قوافل المساعدات الإنسانية التي تنتظر دخول القطاع، وتضم هذه القوافل مئات الشاحنات التابعة للمؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية والمنظمات التي تعمل ضمن التحالف الوطني للعمل الأهلي.

حيث تم استلام كميات كبيرة من المساعدات في مدينة العريش، وتخزينها في مخازن مؤمنة تابعة للهلال الأحمر المصري، استعدادًا لنقلها إلى قطاع غزة عندما يتم فتح المعبر البري في رفح، وتشمل هذه المساعدات تبرعات من الدول العربية والأجنبية والمنظمات الدولية، وتهدف إلى مساعدة سكان القطاع الذين يعيشون في ظروف صعبة.

معبر رفح البري - مصدر الصورة: CNN
معبر رفح البري – مصدر الصورة: CNN

 

معبر رفح البري هو معبر حدودي يقع في مدينة رفح بين قطاع غزة في فلسطين وشبه جزيرة سيناء في مصر، تم إنشاءه عقب اتفاق السلام المصري الإسرائيلي عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء في عام 1982، وكان المعبر تحت إدارة هيئة المطارات الإسرائيلية حتى 11 سبتمبر 2005، عندما انسحبت إسرائيل من قطاع غزة، وبقي المعبر تحت مراقبة أوروبية لحركة المرور.

أُعيد فتح المعبر في 25 نوفمبر 2005، وظل النشاط مستمرًا حتى 25 يونيو 2006، وأغلقته إسرائيل لمعظم الأوقات (86٪ من الأيام) لأسباب أمنية، حيث كان مغلقًا ما عدا بعض التوجيهات بشأن الصادرات الغذائية، وفي يونيو 2007، أُغلق المعبر تمامًا بعد أن استولت حماس على سيطرتها على قطاع غزة، ولكن بعد ثورة 25 يناير 2011، قررت الحكومة المصرية فتحه بشكل دائم ابتداءً من السبت 28 مايو 2011، بعد أن استمر إغلاقه لمدة تقريبًا أربع سنوات على يد نظام مبارك، واستمرت عملية الفتح لمدة 6 ساعات يوميًا حتى ثورة 30 يونيو 2013، عندما أُعيد إغلاق المعبر بشكل كامل وتم بناء الجدار العازل المصري.

معبر رفح البري – مصدر الصورة: CNN

 

تم حل الخلاف بشأن معبر رفح بين مصر وإسرائيل بعد الثورة المصرية، حيث قررت مصر فتح المعبر في جميع أيام الأسبوع، ما أثار قلق إسرائيل التي تصر على السيطرة على الحدود والمعابر بين قطاع غزة والعالم الخارجي، والاحتفاظ بسيطرتها على مرور البضائع التجارية، وتمت دراسة اقتراح نقل معبر رفح إلى منطقة كيريم شالوم الحدودية الثلاثية بين مصر وفلسطين وإسرائيل، لكن إسرائيل لم تبد أي تفاصيل حول وجود طرف ثالث في هذا الاقتراح.

في الوقت ذاته، وافقت إسرائيل على إخلاء محور صلاح الدين على الحدود المصرية ونشرت 750 جنديًا مصريًا للسيطرة على معبر رفح الحدودي بالقرب من مدينة رفح، وتتواصل المناقشات حول نقل المعبر إلى منطقة كيريم شالوم الإسرائيلية، مما يمنح إسرائيل السيطرة الأمنية على دخول الأفراد والبضائع إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى فرض الرسوم الجمركية على السلع التي يمكن بيعها في إسرائيل أو الضفة الغربية.

معبر رفح البري – مصدر الصورة: CNN

 

واستمرت إسرائيل في السيطرة على المعابر البرية والبحرية والجوية في قطاع غزة، مما جعل القطاع محتجزًا رغم انسحابها في أغسطس 2005، وتعقدت الأوضاع بشدة بالتزامن مع سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في منتصف عام 2007 وسيطرتها على معبر رفح، وعلى الرغم من ذلك، تم فتح المعبر في النهاية.

وبدءًا من 1 يونيو 2010، أصدر الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، أمرًا بفتح معبر رفح لفترة غير محددة طوال أيام الأسبوع، وتم اتخاذ هذا القرار بعد هجوم قامت به قوات الكوماندوز الإسرائيلية على قافلة حرية تركية في طريقها إلى قطاع غزة عبر البحر، وفي 25 نوفمبر 2010، تقرر فتح المعبر طوال أيام الأسبوع باستثناء يومي الجمعة والسبت وأيام العطلات الرسمية، حيث يتم إغلاقه، ويعمل المعبر من الساعة 7:00 صباحًا حتى الساعة 7:00 مساءً من الأحد إلى الخميس.

معبر رفح البري – مصدر الصورة: CNN

 

وفي 28 يناير 2011، تم إغلاق المعبر بعد اندلاع ثورة 25 يناير في مصر، وبعد ذلك، أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر قرارًا بإعادة فتح المعبر للحالات الإنسانية فقط، مثل المرضى والطلاب وأصحاب التأشيرات، حيث تم إعادة فتح المعبر في 22 فبراير 2011، وأصبح المعبر الوحيد الذي يخضع للسيادة المصرية في مناطق السلطة الفلسطينية، دون تدخل من أي طرف آخر.

تم الإعلان عن إغلاق المعبر بشكل غير محدد من قبل الحكومة المصرية بعد الهجوم على كمين كرم القواديس في شمال سيناء، الذي أدى إلى وفاة 30 جنديًا من قوات الجيش المصري، ومع ذلك، تم فتح المعبر لمدة يومين فقط في نهاية نوفمبر ولفترة محدودة في ديسمبر.

معبر رفح البري – مصدر الصورة: CNN

 

يعتبر معبر رفح الرئيسي الوحيد لحركة المواطنين من وإلى قطاع غزة، وقد أصبح رمزًا لمعاناة السكان المحليين بسبب إغلاقه المتكرر من قبل السلطات المصرية، ووفقًا لمدير عام المعبر، خالد الشاعر، كانت حركة المسافرين في عام 2015 هي الأسوأ، حيث لم تتجاوز ساعات العمل 120 ساعة فقط، وأشار إلى أن المعبر فتح ست مرات فقط خلال ذلك العام، بمعدل 6 ساعات يوميًا لمدة 19 يومًا، وعلى الرغم من أن السماح بالمرور يقتصر على الحالات الإنسانية، إلا أن معظم هذه الحالات تتعلق بالمرضى وحملة الجوازات المصرية والأجنبية، وأكد وجود أكثر من 15 ألف حالة إنسانية عالقة في قطاع غزة، وأن فتح المعبر لفترات قصيرة لا يلبي احتياجات المليوني مواطن فلسطيني في القطاع.

في 15 أغسطس 2020، تم تسليم معبر رفح إلى السلطة الوطنية الفلسطينية من قبل حركة حماس في حدث وطني كبير، بحضور قادة أمنيين مصريين، حيث أعلنوا أنه سيتم فتح المعبر بشكل دائم في نفس التاريخ، وذلك لإنهاء معاناة السكان الفلسطينيين في قطاع غزة الذين عانوا من إغلاق شبه مستمر للمعبر لمدة 11 عامًا، حيث قامت مصر بافتتاح معبر رفح لأول مرة منذ خمسة أشهر، بعد إغلاقه بسبب جائحة فيروس كورونا، وفي تلك المرة، سمحت مصر بمرور الفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية أو تصاريح إقامة أجنبية أو لديهم احتياجات طبية طارئة فقط لمدة ثلاثة أيام. وعلى العائدين إلى قطاع غزة أن يخضعوا للحجر الصحي لمدة 21 يومًا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.