تتوجه أنظار العالم حاليا إلى معبر رفح، الذي تتكدس أمامه مئات الشاحنات من المساعدات الإنسانية تنتظر العبور لإغاثة أهالينا في غزة، وذلك بعد فتحه اليوم لمرور 20 شاحنة فقط إلى قطاع غزة. فمنذ اندلاع الأحداث الراهنة في 7 أكتوبر 2023، ويعيش أهالي غزة ظروفا قاسية من نقص الإمدادات الغذائية والطبية والإنسانية عمومًا.
ومن أمام معبر رفح اليوم، عقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، مؤتمرا صحفيا عالميًا لمتابعة الاستعدادات لدخول الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية المتواجدة في معبر رفح في أسرع وقت، لإنقاذ 2 مليون شخص يعانون بشكل كبير من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية والوقود.
حيث تحاول الجرارات والمعدات حاليا إصلاح ما أفسدته قذائف الاحتلال الإسرائيلي في المعبر من الجانب الفلسطيني، تمهيدا لصدور القرار بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنه يتم التواصل في الوقت الراهن مع كافة الأطراف “مصر وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لإزالة الشروط التي تعرقل دخول المساعدات إلى غزة.
وطالب جوتيريش بسرعة تحريك قوافل المساعدات من معبر رفح إلى غزة، لأننا نحتاج إلى إدخال تلك الشاحنات في أسرع وقت وبأكبر كمية ممكنة لتوفير الدعم الكافي للمدنيين في غزة.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة نحن لا نريد عقاب المدنيين في غزة مرتين: أولا بسبب الحرب والثاني بسبب فقدان الإعانات الإنسانية، وأعرب عن امتنانه للشعب والحكومة المصرية فهي “العمود الأساسي” الذي سيوفر الأمل لجانب غزة والأمل في نقل الشاحنات من معبر رفح.
شاحنات المساعدات تنتظر أمام معبر رفح البري – مصدر الصورة: CNNما هو معبر رفح
معبر رفح هو معبر حدودي يقع عند مدينة رفح بين قطاع غزة في فلسطين وشبه جزيرة سيناء في مصر، وهو المعبر الوحيد بين قطاع غزة والعالم الخارجي. تم تشييد المعبر بعد الاتفاق المصري الإسرائيلي للسلام سنة 1979 والانسحاب الإسرائيلي من سيناء سنة 1982.ظل المعبر مفتوحا حتى عام 2005، عندما انسحبت إسرائيل من قطاع غزة، وتم إغلاق المعبر بشكل متقطع بسبب التوترات الأمنية بين إسرائيل وحماس.
وفي عام 2023، يتم فتح معبر رفح بشكل غير منتظم، عادة ما يتم فتحه مدة بضعة أيام في الشهر، ويتم تحديد مواعيد فتحه من قبل السلطات المصرية والفلسطينية.
معبر رفح هو شريان الحياة لقطاع غزة، حيث يسمح بدخول المساعدات الإنسانية والتجارية إلى القطاع، بالإضافة إلى عبور الأشخاص بين غزة والخارج. يُعد المعبر أيضا رمزا للتواصل بين الشعبين المصري والفلسطيني.
معبر رفح البري – مصدر الصورة: CNN
تسمية معبر رفح
سمي معبر رفح بهذا الإسم نسبة إلى مدينة رفح، التي تقع على الحدود بين قطاع غزة في فلسطين وشبه جزيرة سيناء في مصر. وقد سميت المدينة بهذا الإسم منذ القدم، ويُعتقد أن أصل الاسم مشتق من اللغة العربية، حيث تعني المكان المرتفع.
- تقع مدينة رفح جنوب قطاع غزة على بعد 40 كيلو مترًا من مدينة غزة.
- يبلغ عدد سكان المدينة حوالي 100 ألف نسمة.
- تعتمد المدينة على الزراعة والتجارة كمصدرين رئيسين للدخل.
- تشتهر مدينة رفح بصناعة الفخار والسجاد.
معبر رفح تاريخ من الأزمات
مر معبر رفح بالعديد من الأزمات منذ افتتاحه عام 1982، حيث كان دائما نقطة صراع بين إسرائيل وحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، ومن أبرز الأزمات التي مرت بمعبر رفح”:
- أزمة عام 2007: بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في عام 2007، أغلقت إسرائيل المعبر بشكل كامل. ظل المعبر مغلقا مدة ثلاث سنوات، مما أدى إلى أزمة إنسانية في قطاع غزة.
- أزمة عام 2012: بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل في عام 2012، أغلقت إسرائيل المعبر بشكل متقطع. ظل المعبر مغلقا فترة طويلة من الزمن، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
- أزمة عام 2021: بعد اندلاع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في عام 2021، أغلقت إسرائيل المعبر بشكل كامل. ظل المعبر مغلقا مدة ثلاثة اشهر مما أدى إلى معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني في غزة.
الآثار المترتبة على أزمات معبر رفح
- أزمة إنسانية حرمت الناس في قطاع غزة من الوصول إلى المساعدات الإنسانية والتجارية وعلى هذا نقص في الغذاء والدواء والمياه والكهرباء.
- تدهور الوضع الاقتصادي في قطاع غزة حرم الناس من العمل والتجارة مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر.
- تفاقم الانقسام الفلسطيني، حيث أدى إغلاق المعبر إلى عزل قطاع غزة عن العالم الخارجي مما أدى إلى زيادة التوترات بين حركة فتح والسلطة الفلسطينية من جهة وحركة حماس من جهة أخرى.
لماذا لا يُفتح معبر رفح بشكل دائم
هناك عدة أسباب لعدم فتح معبر رفح بشكل دائم، منها:
- الخلافات السياسية بين إسرائيل وحركة حماس، حيث تعتبر إسرائيل حماس حركة إرهابية، وتتخوف من أن تستخدم المعبر لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.
- الوضع الأمني في قطاع غزة، حيث يعاني القطاع من حالة عدم الاستقرار الأمني، وتتكرر الاشتباكات بين حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى أو بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، وهو وضع يشكل تحديا لفتح المعبر بشكل دائم.
- الخلافات بين حركة فتح والسلطة الفلسطينية وحركة حماس، حيث تسيطر حركة حماس على قطاع غزة، وتسيطر حركة فتح والسلطة الفلسطينية عل الضفة الغربية، هذا الخلاف السياسي يمنع حركة فتح والسلطة الفلسطينية من الضغط على مصر لفتح المعبر بشكل دائم، حيث تخشى حكة فتح والسلطة الفلسطينية من أن يؤدي فتح المعبر إلى تعزيز موقف حركة حماس.
