تأخير الغزو البري لغزة: هل تخوف إسرائيل من حزب الله أم رغبتها في التخطيط الجيد؟

أعلن قادة الاحتلال الاسرائيلي أن حماس سوف تمحى من على وجه الأرض وأن غزة لن تعود أبدا إلى ما كانت عليه، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن حماس قتلت 1400 شخص في هجوم شامل على إسرائيل لذا فإن كل عضو في حماس هو رجل ميت، لهذا يبدو أن هدف عملية السيوف الحديدية ينطوي على عدة أهداف استراتيجية لكن هل هي واقعية أم ردة فعل غير مدروسة وكيف يمكن لقادتها أن يحققوا تلك الاهداف وما سبب تأخير العملية البرية؟ وماذا عن المقاومة وقدرتها على الصمود والتحدي هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

الأهداف الاستراتيجية للغزو البري

تسعى إسرائيل من خلال الغزو البري إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، منها:

  1. إضعاف حماس عسكرياً وسياسياً: تسعى إسرائيل إلى إلحاق هزيمة عسكرية بحماس، مما سيؤدي إلى إضعافها عسكرياً وسياسياً، وجعلها أقل قدرة على شن هجمات ضد إسرائيل.
  2. تحرير الرهائن الإسرائيليين: تطالب إسرائيل بتحرير الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، وقد يكون الغزو البري أحد السبل لتحقيق ذلك.
  3. فرض سيطرة إسرائيلية على غزة: قد تسعى إسرائيل إلى فرض سيطرة عسكرية على غزة، مما سيسمح لها بفرض سيطرتها على قطاع غزة ومنع حماس من العودة إلى السلطة.
  4. عمليات التهجير القسري: تسعى اسرائيل الى عمل تهجير قسري للسكان الى سيناء في مصر وفي الاراضي الاردنية.

صورة 1

  • الخريطة توضح منطقة الإجلاء التي أعلنتها إسرائيل في قطاع غزة. تقع المنطقة في الجزء الشمالي من القطاع، وتمتد من نهر وادي غزة إلى البحر الأبيض المتوسط. تغطي المنطقة حوالي 20 كيلومترًا مربعًا، وتضم أكثر من 200 ألف شخص.
  • تشير الخطوط الحمراء على الخريطة إلى حدود المنطقة المُعلنة للإخلاء.
  • تشير الخطوط الصفراء إلى المناطق التي تم إخلاءها بالفعل.
  •  المتوقع أن يؤدي الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة إلى نزوح المزيد من السكان، وقد تمتد منطقة الإجلاء إلى أجزاء أخرى من القطاع.

آراء الخبراء في العملية البرية

  • ويقول المحلل العسكري أمير بار شالوم من إذاعة الجيش الإسرائيلي: “لا أعتقد أن إسرائيل قادرة على تفكيك كل عضو في حماس، لأن حماس تعتنق عقيدة الجهاد في الإسلام، لقد خاضت إسرائيل بالفعل أربع حروب مع حماس، وباءت كل محاولاتها لوقف هجماتها الصاروخية بالفشل.
  • ويقول مايكل ميلستين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية بجامعة تل أبيب، إن تدمير حماس أو إضعافها سيكون أمرًا معقدًا للغاية، ويقول إنه بصرف النظر عن قوة الجناح العسكري لحماس التي يزيد عددها عن 25 ألف فرد، فإن الجماعة المسلحة لديها ما بين 80 إلى 90 ألف عضو آخرين يشكلون جزءًا من البنية التحتية للرعاية الاجتماعية والدعوية وكل ذلك قوة تضاف الى حماس.
  • ويحذر الجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “في حال المضي قدما بالدخول إلى غزة بريا فإن إسرائيل ستواجه وضعا شبيها بالذي واجهته القوات الأمريكية في الصومال عام 1993” وقد تحتاج إسرائيل 20 عاما من الحرب.

صورة 2

الغزو البري محفوف بالمخاطر على الاحتلال الإسرائيلي

  • الوضع العسكري لحماس: تمتلك حماس شبكة أنفاق واسعة وقدرات صاروخية كبيرة، مما قد يشكل تحدياً كبيراً للجيش الإسرائيلي. فقد حذرت مصادر عسكرية إسرائيلية من أن حماس قد تتمكن من شن هجمات مضادة مكثفة ضد القوات الإسرائيلية، مما قد يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة.

صورة 3

  • التضاريس في غزة: غزة منطقة مكتظة بالسكان، مما قد يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي شن هجوم برياً دون وقوع خسائر كبيرة في الأرواح المدنية، إن الغزو البري لقطاع غزة ينطوي على قتال من منزل إلى منزل في المناطق الحضرية ويحمل مخاطر هائلة على السكان المدنيين، وقد أودت الغارات الجوية بحياة أكثر من 3700 شخص حتى الآن، وأحد الأسباب التي جعلت إسرائيل تطالب بإخلاء النصف الشمالي من قطاع غزة إلى الجنوب من نهر وادي غزة.

  • الرأي العام الإسرائيلي: قد يواجه الجيش الإسرائيلي ضغوطاً داخلية لوقف الحرب، إذا أدت إلى وقوع خسائر كبيرة في الأرواح المدنية. فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الإسرائيليين يعارضون الغزو البري، ففي عام 2014، تكبدت كتائب المشاة الإسرائيلية خسائر فادحة بسبب الألغام المضادة للدبابات والقناصة والكمائن.
  • الخيار بين الرهائن أو إلحاق الاذي بحماس: قال الكولونيل ميشيل جويا، المتخصص الاستراتيجي الفرنسي، إن أمام الاحتلال الإسرائيلي خيارًا مباشرًا، إما الحفاظ على حياة الرهائن، أو الذهاب “لإلحاق أكبر قدر ممكن من الأذى بحماس”.

صورة 4

  • العديد من الرهائن هم إسرائيليون، ولكن هناك أيضًا عدد كبير من المواطنين الأجانب ومزدوجي الجنسية بينهم، مما يعني أن العديد من الحكومات الأخرى – بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة – لها مصلحة في هذه العملية والإفراج الآمن عنهم.
  • القلق من أن حزب الله ينتظر اللحظة للانقضاض على القوات البرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي اثناء الزحف البري على غزة.

  • تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران: قد يؤدي الغزو البري إلى تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، مما قد يؤدي إلى حرب جديدة بين البلدين.
  • أنه على الرغم من الدعم العالمي الكبير الذي حصلت عليه إسرائيل، فإن اللحظة التي تتضخم فيها أرقام الضحايا في غزة، والتي من المرجح أن تحدث عندما يبدأ الغزو، فستكون هناك ضغوط قوية من الولايات المتحدة والعالم لوقفه.

نقاط القوة عند المقاومة عند الغزو البري

نقاط القوة الشرح
الشعبية الواسعة تتمتع حماس بشعبية كبيرة في قطاع غزة، مما يعني أن لديها دعمًا قويًا من السكان المحليين. يرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها:
* تقديم حماس الخدمات الاجتماعية والاقتصادية للسكان في قطاع غزة.
* معارضة حماس للاحتلال الإسرائيلي.
* نجاح حماس في التصدي للعمليات الإسرائيلية في قطاع غزة.
التنظيم الجيد تتمتع حماس بتنظيم جيد، مما يعني أنها قادرة على تنفيذ عملياتها العسكرية والسياسية بكفاءة. ويشمل ذلك:
* شبكة أنفاق تمتد تحت قطاع غزة، والتي يمكن استخدامها للتنقل والاختباء والتسلل إلى إسرائيل.
* قدرات صاروخية متنوعة، تتراوح من الصواريخ القصيرة المدى إلى الصواريخ بعيدة المدى.
* قدرات عسكرية جيدة، حيث يتم تدريب مقاتلي حماس على القتال في المناطق الحضرية.
الاستعداد للحرب تستعد حماس دائمًا للحرب، مما يعني أنها قادرة على الرد بسرعة وفعالية على أي هجوم إسرائيلي. ويشمل ذلك:
* تدريبات على القتال في المناطق الحضرية.
* تدريبات على استخدام الأسلحة الصغيرة والأسلحة الثقيلة.
* تدريبات على استخدام الصواريخ.

صورة 5

نقاط الضعف لدى المقاومة في حماس

نقاط الضعف الشرح
الوضع الاقتصادي الصعب يعاني سكان قطاع غزة من وضع اقتصادي صعب، مما قد يؤدي إلى انخفاض الدعم الشعبي لحماس.
الضغوط الدولية تواجه حماس ضغوطًا دولية، وإقليمية بالاضافة إلى الحصار المفروض عليها مما قد يضعفها ويعرضها للخطر.
التهديد الإسرائيلي يمثل الجيش الإسرائيلي تهديدًا كبيرًا لحماس، حيث يتمتع بقدرات عسكرية متفوقة، بالاضافة الى الدعم الدولى اللامحدود.

صورة 6

نقاط القوة عند الاحتلال الإسرائيلي

نقاط القوة الشرح
القوة العسكرية يتمتع الجيش الإسرائيلي بقدرات عسكرية متفوقة على حماس، بما في ذلك الدبابات والمدرعات والطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار.
الدعم الدولي تتمتع إسرائيل بدعم دولي قوي، بما في ذلك من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية.
الاستعداد القتالي العدد والعدة مع استدعاء أكثر من 360 ألف من جنود الاحتياط بالمقارنة بقوة حماس.

صورة 7

وفقًا للصورة، لدى إسرائيل جيشًا أكبر بكثير من قطاع غزة. لدى إسرائيل جيش نشط يبلغ قوامه حوالي 169 ألف جندي، بينما لدى قطاع غزة حوالي 15 ألف جندي.

نقاط الضعف عند الاحتلال الإسرائيلي

نقاط الضعف الشرح
الخوف من ردة فعل حزب الله تمتلك حماس علاقات وثيقة مع حزب الله، مما قد يؤدي إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله في حال شنت إسرائيل هجوماً برياً على غزة.
الرغبة في تحقيق نصر حاسم قد يكون من الصعب تحقيق نصر حاسم من خلال الغزو البري، حيث تمتلك حماس شبكة أنفاق واسعة وقدرات صاروخية كبيرة.
الضغوط الدولية تواجه إسرائيل ضغوطاً دولية لوقف الحرب على غزة.
الرأي العام الإسرائيلي يعارض الكثير من الإسرائيليين شن هجوم برياً على غزة، خشية من وقوع خسائر كبيرة في الأرواح المدنية.

وختاما: هناك عدة سيناريوهات محتملة في حال الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة.

السيناريو الأول: يمكن للإحتلال الإسرائيلي أن يحقق نجاحًا سريعًا في إجبار حماس على الاستسلام، مما سيؤدي هذا إلى تغيير كبير في الوضع في غزة، حيث ستخسر حماس السيطرة على القطاع.

السيناريو الثاني: يمكن أن يتحول الغزو إلى حرب طويلة ودموية، وقد يؤدي إلى تفاقم التوترات بين إسرائيل والعالم العربي.

السيناريو الثالث: دخول أطراف دولية أخرى في حلبة الصراع مثل إيران أو أطراف غير متوقعة مثل الدول العربية.

من الصعب التكهن بما سيحدث على وجه اليقين، لكن من الواضح أن الهجوم البري الإسرائيلي على غزة سيكون حدثًا كبيرًا له تداعيات بعيدة المدى.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

2 تعليقات
  1. غير معروف يقول

    اسرائيل.ستخسر.كل.مالديها.من.جنود.وعتاد.وتخسر.وتنهزم.شر.الانهزام.في.خطوة.برية

  2. عبادي يقول

    لا نستهين بقدرات حماس العسكرية خصوصاً في عملية طوفان الأقصى


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.