السويد تسمح بحرق نسخة من القرآن الكريم… والسعودية تحرق دمهم 2 مليون مرة

لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، عندما يقدم كاره أو حاقد أو مريض، على حرق نسخة من القرآن الكريم، فقد سبق وحدث ذلك، وننتظر أن يعاود العراقي فعلته في السويد، ويحرق نسخة أخرى خلال أيام.

من حق كل مسلم أن يغار على دينه، ويكون له رد فعل تجاه هذه الأعمال الطائشة العدائية، التي تنم على جهل وغباء من يقوم بها، ومن يدافع عنه، ومن يسمح له بذلك ويحميه أيضا.

الغريب أن الدول التي تتشدق ليل نهار بحقوق الإنسان، وضرورة التمسك بها، بل والتدخل في شؤون الآخرين للمحافظة على الحقوق العالمية التي لا تنازل عنها، والتي يأتي في مقدمتها حرية الاعتقاد، بمعناها الذي يشمل احترام مقدسات الآخرين.

هي الدول أنفسهم التي تسمح للموتورين، بالتعدي على مقدسات المسلمين، وحرق كتابهم المقدس، دون أن تعترض أو تعاقب أو تردع هؤلاء على فعلتهم، التي تتنافى مع ما يتشدقون به من حريات.

توزيع 2 مليون نسخة من القرآن الكريم على الحجاج

عموما، حرق القرآن الكريم كل فترة، ظاهرة مستمرة خلال السنوات الماضية، ولا أعتقد أنها ستتوقف، واعتقادي الشخصي، إنها وإن كانت تتم على يد أفراد يتحملون مسؤوليتها بصورة شخصية، إلا أن الفعل يروق لبعض الدول والمنظمات التي لا تريد للإسلام حياة أو اتباعاً.

وبالتالي أرى أيضا أن حملات المقاطعة، والتنديد على كافة المستويات الرسمية والشعبية، لن تحقق المطلوب، خاصة وأن المقاطعة والتنديد يصدران بعد كل حادثة، ومع ذلك لم تتوقف الظاهرة حتى الآن. وربما كان الانزعاج الكبير للمسلمين سببا إضافيا في زيادة الظاهرة.

توزيع 2 مليون نسخة من القرآن الكريم على الحجاج

والحل من وجهة نظري، يأتي في إطار ما بدأته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودية من توزيع “هدية” الملك سلمان على الحجاج، حيث رصدت 2 مليون نسخة من القرآن الكريم لتوزيعها، على الحجاج المغادرين إلى بلادهم بعد أداء فريضة الحج.

وما يميز هدية الملك سلمان، أن النسخ الموزعة مطبوعة بـ 13 لغة أبرزها: الأردية، والهوسا، والإنجليزية، والفرنسية، والتايلندية، والإندونيسية، والصينية، والإسبانية، والمليبارية، والروسية، والتركية، والألمانية، والألبانية. وطبع بعدة نسخ منها: المصحف العادي والجوامع والنسخ وتعليق والورش وترجمة معاني القرآن.

شؤون الحرمين تقوم بتوزيع 63 ألف كتاب علمي إرشادي بالحرم المكي

يحصل كل حاج وهو مغادر أراض السعودية على المصحف ومغلف بداخله أربعة كتب وشريط، لشرح أركان الإسلام والتوجيهات الإسلامية المختلفة، التي تساعد المسلم على معرفة أحكام ومبادئ وشريعة الدين الإسلامي.

علينا مع كل حادثة حرق القرآن الكريم، أن نوزع ملايين النسخ منه، وملايين من كتب التفاسير والمعاني، والقيم الحقيقية للإسلام، حتى يعلم من لا يعلم، سماحة ديننا ومبادئه التي لا تعتدي على مقدسات الآخرين.

أعتقد أن نشر القرآن الكريم على نطاق واسع في مختلف كل دول العالم، برعاية الدول الإسلامية، والمنظمات والهيئات المهتمة، ومن الأفراد أيضا كل حسب قدرته، سيكون الرد الأمثل على مثل هذه الحوادث، ورب ضارة نافعة، أن يستفيد الإسلام من حوادث الحرق أكثر مما يتضرر أهله منها.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.