أكدت “واشنطن بوست” منذ ساعات، إطلاق سراح مواطن أمريكي، يُدعى “باري لي جونز”، بعد أن كان محكومًا عليه بالإعدام، وتم حبسه على ذمة تلك القضية بولاية أريزونا.
كان “جونز”مُدانًا بجريمة قتل عام 1994، دخل السجن على إثرها ولم يخرج إلا بالوقت المحدد الذي تأخر لمدة ثمانية وعشرين عامًا.
قضى الرجل يومًا كاملًا حرًّا طليقًا مع أسرته- لأول مرة- بعد قرابة ثلاثة عقود، كان بها وحيدًا بالسجن، حيث إنه ما لبث يخشى ألا يستطع ذلك، وخاصة بعد بلوغه الرابعة والستين من عمره.
قام القاضي بولاية أريزونا بالإفراج عن الرجل السجين، بعد إدانته منذ عام 1994 بتهمة الاعتداء الجنسي، وكذلك تم اتهامه بقتل ابنة صديقته، وتدعى “راشيل إيفون جراي“، والتي كانت تبلغ من العمر -حينها- 4 سنوات.
قررت المحكمة العليا قرارًا استقطابيًا؛ حيث أجلت تنفيذ حكم الإعدام على المتهم بالقتل، وذلك لشكوكها نظرًا لوجود أدلة قوية لدعم مزاعم براءته.
برر المدافعون العامون الفيدراليون، إدانة جونز بالخطأ، وأرجعوا ذلك إلى عدم فعالية المحاميين المعينين من جهة المحكمة، فتم إدانته بجريمة القتل، وحُكم عليه بالإعدام، خاصة أن القضية تزامن معها اتهامه بالاعتداء الجنسي على تلك الصغيرة قبل الفتك بها، حزن جونز واستياء كثيرا، ولكن دون جدوى.
لم تمانع المحكمة العليا، الممثلة في مكتب المدعي العام بأريزونا من فتح ملف القضية مرة أخرى؛ على الرغم من احتمالية إثبات الخطأ من جهتها، وذلك القرار أدى في النهاية إلى براءة الرجل.
اعتبر المحامي “كاري ساندمان” وهو محامي الدفاع العام الفيدرالي، أن براءة جونز والإفراج عنه انتصارًا رائعا للعدالة، فقد ظل مكتبه يناقش قضية السجين، لأكثر من 20 عامًا.
قال المحامي في بيان له تلك الكلمات: “لقد قضى جونز ما يقرب من ثلاثة عقود في انتظار تنفيذ حكم الإعدام في أريزونا، على الرغم من وجود أدلة دامغة على أنه بريء من التهم الموجهة إليه، بالاعتداء القاتل على راشيل جراي؛ إلا أن ما حدث انتصارا عظيما”.
وأوضح ساندمان أن تلك الأدلة التي تدعم عدم براءة جونز من التهم الموجهة إليه، أنها“معيبة”، وذكر أن حكم الإعدام الصادر بحقه كان سببه “محامي الدفاع الرديء”، وأشار كذلك إلى القصور دستوري، وقصر النظر في آداء الشرطة”.
دافع تلامذة مكتب ساندمان عن جونز متكئين على العيوب في قضية الادعاء؛ بعدم وجود جدول زمني معقول من الناحية الطبية، والاعتماد الأكثر على الأدلة الظرفية.
أثنت أسرة جونز على القضاء رغم تأخر الإفراج عنه، ولكنهم كانوا على يقين بأنه بريء، وسيخرج يوما ما وتتبدى الحقائق، كما شكر المحامي ساندمان مقاطعة “بيما لورا كونوفر”، والمدعي العام في أريزونا “كريس مايز”، حيث وافقا على مراجعة تلك القضية.
جدير بالذكر، أن بداية قضية جونز تعود إلى عام 1994، بعدما وجدت امرأة تدعى“ أنجيلا رينيه جراي” ابنتها لا ترد عليها بأي حال من الأحوال، غير مستجيبة في مخدعها، فقامت باصطحابها إلى المستشفى، وهنا كان قرار الأطباء أنها ماتت، وكان جونز، ميكانيكي يعيش مع جراي الجد وأربعة من الأطفال، وبعد أن تم استجوابه، قرابة الخمس ساعات؛ اتُهم بوفاة الفتاة الصغيرة، وبعد التحقيق حُكم عليه بالإعدام؛ وما أكد تلك المزاعم هو وجود جونز بمفرده مع الطفلة، ولضعف حجة محامي جونز وفشله، وقوة المحققين؛ لم ينجُ الرجل- حينها – من التهمة المنسوبة إليه.