في مقابلة تلفزيونية مع قناة CNBC الأمريكية، عاد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى مهاجمة شركة الذكاء الاصطناعي OpenAI، موجهًا إليها عدة انتقادات لاذعة، واعترف ماسك بأنه كان يهدف إلى جعل OpenAI تتبنى تطوير نظم للذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر وتحافظ على نموذج عمل غير ربحي لتنافس شركة DeepMind التابعة لجوجل.
وقد استثمر ماسك نحو 50 مليون دولار أمريكي في OpenAI في بداية تأسيسها عام 2015، وكان يطمح بأن تصل استثماراته في الشركة إلى مليار دولار أمريكي، ومع ذلك، اعترف ماسك بأنه أخطأ في الاستخفاف بشركة OpenAI في بدايتها، ووصف منافستها لجوجل بأنها تشبه “صراع نملة ضد فيل”، وغادر ماسك مجلس إدارة OpenAI عام 2018، إثر خلافات مع المؤسسين، مما أدى في النهاية إلى تحول الشركة إلى شركة تهدف إلى الربح في عام 2019.
وفي المقابلة، هاجم ماسك شركة OpenAI متسائلاً عن قانونية تحول نموذج عمل الشركة إلى نموذج ربحي، بعد أن تعرفت على نفسها بأنها مؤسسة غير ربحية، ويرى ماسك أن هذا التحول ليس قانونيًا ولا يتفق مع الهدف الذي من أجله أعطى أمواله للشركة في بدايتها، كما أعرب عن قلقه من “التحكم الأكبر لمايكروسوفت في OpenAI”، مشيرًا إلى أن مايكروسوفت تلعب دورًا أكبر مما يظنه قادة الشركة.
ومن جانبه، رد الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا، في لقاء آخر مع CNBC، بأن شركته لا تسيطر على OpenAI كما يزعم ماسك.
يذكر أن مايكروسوفت قد بدأت الاستثمار في شركة OpenAI منذ عام 2019، وبلغ حجم الاستثمار التراكمية للاستثمارات في الشركة الناشئة حتى الآن نحو 13 مليار دولار أمريكي، ولم تعلق شركة OpenAI على انتقادات ماسك حتى الآن.
يجب الإشارة إلى أن إيلون ماسك قد يثير جدلاً كبيرًا عندما يتحدث عن شركة OpenAI، خاصةً بعدما كانت هناك خلافات سابقة بينه وبين المؤسسين، وقد يعكس هذا الجدل على صورة الشركة ومكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
من جانب آخر، يمكن القول إن OpenAI تلعب دوراً هاماً في تطوير التقنيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتعزيز مكانة بارزة في هذا المجال، حيث تقف وراء تطوير تقنيات مثل روبوت الدردشة الشهير ChatGPT، وعلى الرغم من أنها تحولت إلى شركة تهدف إلى الربح، إلا أنها لا تزال تلعب دورًا هامًا في تطوير التقنيات الجديدة.
ومن المهم أن نلاحظ أن الذكاء الاصطناعي يشكل مجالًا حيويًا ومتناميًا، ويعتبر OpenAI ومايكروسوفت وغيرها من الشركات الرائدة في هذا المجال، ويجب أن يتم دعمها وتشجيعها لتطوير التقنيات الجديدة التي يمكن أن تفيد البشرية في المستقبل.
