إن القرآن الكريم، والسنة النبوية قد حددوا ضوابط وأحكاما شرعية للعلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته، ولقد حدد الشارع أوقاتا معينة لا يجوز فيها الجماع مطلقاً مثل: نهار رمضان، وفي وقت الحيض والنفاس، وأيضا حدد الشارع أماكن لا يجوز فيها إقامة العلاقة الحميمية، وهذا ما أوضحه الدكتور السيد سعيد الشرقاوي الأستاذ المساعد بجامعة الأزهر رداً على سؤال ورد من شخص يقول “هل هناك أماكن معينة يحرم على الزوج والزوجة أن يحدث بينهما علاقة زوجية فيها”.
رد الدكتور “السيد سعيد الشرقاوي” علي السؤال
لقد قال الشرقاوي إن الله- سبحانه وتعالى- قد أباح للزوج والزوجة أن يطلع على عورات بعضهم البعض فقد قال- عز وجل- في كتابه الكريم قال تعالى: “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ” [المؤمنون: 6].
ولكن هناك أماكن تحرم فيها العلاقة الزوجية وهي كالآتي:
المساجد
فإنه لا يجوز أبدا أن تحدث علاقة في المسجد لقوله تعالى “وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ” [البقرة: 187]، كما أن المساجد هي أماكن لعبادة الله، وينبغي أن تترفع عن مثل هذه الأشياء.
غرفة تجمع زوجتين.
فإنه لا يجوز للزوج إذا كان متزوجاً أكثر من زوجة أن يجمعهم معا في نفس الغرفة، فهذا الأمر من المحرمات شرعاً لأنه لا يجوز للمرأة أن ترى عورة مرأة أخرى مهما كانت هي، لما روي في مسند الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قلت: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها، وما نذر؟ قال: “احفظ عورتك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك”. قلت: أرأيت إن كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: “إن استطعت إن لا يرها أحدا، فلا يرها”. قلت: أرأيت إن كان أحدنا خاليا؟ قال: “فالله أحق إن يستحي من الناس”.
ما الحكم إذا كانت بين الثلاثة “الزوج، والزوجتين” في حال سترهم للعورة؟
إن العلماء قد اختلفوا في هذا الأمر على فريقين هناك فريق قال أنه مكروه، وهناك فريق قال انه حرام، ولقد قال الشرقاوي إن الصواب التحريم وقال “ابتعد تماماً أن تجمع بين زوجتك في الفراش، أو في نفس المكان، أو الغرفة”
العلانية.
وهذا معلوم ومعروف أنه لا يجوز أبدا أن تجامع زوجتك أمام الناس، وفي أي مكان لا يأمن ألا يراه الناس فيه، لأن هذا ينزع من القلب الحياء ويجعله لا يشعر بالغيرة على زوجته، ولا على عرضة، وكذلك الزوجة.
ما هو هدف الشيطان من الوسوسة في أذن الإنسان بمثل هذه الأمور
إن هدف الشيطان في الدنيا أن يكشف عورة الإنسان، لأنه هدف إبليس في البداية كان هدفه مع سيدنا آدم أن يكشف عورته، قال تعالى: “يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيلة من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا تؤمن”[الأعراف: 27].