منذ هذه الليلة تبدأ العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهي نفسها الأيام التي ستكون فيها ليلة القدر التي قال عنها الله عز وجل في كتابه الكريم أنها خير من ألف شهر، وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، ولذا قد يتطلع الكثير من المسلمين إلى البحث عن علامات ليلة القدر حتى يستطيعوا موافقة تلك الليلة المباركة وهو ما نوضحه لكم خلال السطور التالية.
علامات ليلة القدر
أوردت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، بعضًا من علامات ليلة القدر وهي:
أن شمس اليوم التالي لها تطلع لا شعاع لها، فقد روي عن أُبَيِّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه أخبر أصحابه أن أَمَارَتَهَا «أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا» (رواه مسلم)، وفي بعض الأحاديث: «كَأَنَّهَا طَسْتٌ» (مسند أحمد)، والمعنى: كأنها طست من نحاسٍ أبيض.
وورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «هِيَ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا، لَا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا» (ابن حبان)، وطَلْقَة معناها: طَيِّبةٌ لا حَرَّ فيها ولا بَرْد، وبَلْجَةٌ: مشرقة.
وقيل في علاماتها إنَّ الْمُطَّلِعَ على ليلة القدر يَرَى كُلَّ شَيْءٍ سَاجِدًا، وقيل أيضا أنه يَرَى الأنوارَ سَاطِعَةً في كُلِّ مَكَانٍ حَتَّى فِي الْمَوَاضِعِ الْمُظْلِمَة، وذكر أنه يَسْمَعُ سَلامًا أَوْ خِطَابًا مِنَ الملائكة، وقيل مِنْ عَلامَاتِهَا اسْتِجَابَةُ دُعَاءِ مَنْ وُفِّقَ لَهَا.
لماذا أبهم الله موعد ليلة القدر؟
وذكر بعض أهل العلم أن اللهُ تَعَالَى أبهم هَذِه اللَّيْلَةَ عَلَى الأُمَّةِ؛ لِيَجْتَهِدُوا فِي طَلَبِهَا، فقد رُوي أنها لَيْلَةُ إحْدَى وعشرين، ورُوي أيضًا أنها لَيْلَةُ ثلاثٍ وعشرين، ولَيْلَةُ أَرْبَعٍ وعِشرين، ولَيْلَةُ خَـمْسٍ وعِشرينَ، ولَيْلَةُ سَبْعٍ وعِشْرِين، ولَيْلَةُ تِسْعٍ وعِشْرِينَ، وآخِرُ لَيْلَةٍ، وبذلك قد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم مجموعة من علامات ليلة القدر، يمكن تحريها من هلالها حتى وإن كانت مبهمة.
وقد اختلف الفقهاء في تعيينها، ولكن ينبغي للمسلم ألا يتوانى في طلبها في الوتر من العشر الأواخر، وقد ورد في فضل إحيائها أحاديث، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.
وعن علامات ليلة القدر فقد أضافت دار الإفتاء، أن حكمة الله اقتضت أن يُخفي ليلة القدر في رمضان ليجتهد الصائم في طلبها وخاصة في العشر الأواخر منه ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أملًا في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ • تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ • سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ».