البر هو الطاعة والصدق والخير والفضل فالإنسان إذا بر ربه أطاعه وإذا بر رحمه وصلها وإذا بر يمينه صدقها وإذا بر والديه أطاعهما وأحسن إليهما بالفعل والقول والقلب، وإذا فعل الإنسان بِراً فقد فعل خيرا.
بر الوالدين في الإسلام
يعتبر بر الوالدين من أعظم الحقوق التي اوجبها الإسلام على الأبناء تجاه آبائهم وأمهاتهم وهو يأتي في المرتبة الثانية بعد عبادة الله تعالى كما قال في كتابه الكريم (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) فقد قرن الله تعالى حق الوالدين بحقه وأوصى بالإحسان إليهما ومعاملتهما بالرفق واللين والتلطف معهما بالكلام الطيب وخفض الصوت والعمل على راحتهما بالخدمة وبذل المال والدعاء لهما بالمغفرة والرحمة فقال عزوجل: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
بر الوالدين في حياتهما
يتمثل بر الوالدين في حياتهما في عدة نقاط منها ما يلي:
- تفقد أحوالهما وقضاء حوائجهما والإنفاق عليهما إذا كانا محتاجين.
- الدعاء لهما بصلاح الحال وتيسير الأمور ورضا الله عنهما وحسن الخاتمة.
- التوقير والاحترام والتواضع لهما وعدم التكبر عليهما.
- الإنصات إليهما عند الكلام وحسن الاستماع إليهما، وإعطائها الاهتمام إذا تكلّما.
- خفض الصوت عند الحديث معهما وعدم رفعه عليهما.
- تلبية ندائهما دون تردد أو تراخ.
- حسن التعامل معهما في مرحلة الشيخوخة وعدم إظهار الضيق من طلباتهما ولو كانت كثيرة ومتكررة.
- ذكر فضل الوالدين دائما وتقديم الشكر لهما كما قال تعالى (أنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
بر الوالدين بعد موتهما
يأتي بر الوالدين بعد موتهما في صور متعددة منها التالي:
- الدعاء لهما بالمغفرة والرحمة والصلاة عليهما وتنفيذ وعدهما وإكرام صديقهما، حيث
- سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن حق الوالدين بعد وفاتهما فقال له سائل: يا رسول الله! هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد وفاتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما.
- الاستغفار لهما دائما لأنه يرفع درجتهما في الجنة قال صلى الله عليه وسلم (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! أَنَّى لِي هَذِهِ؟! فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ).
- إكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، فإن من أبر البر صلة الرجل أهل وُدِّ أبيه بعد أن يولي.
- تأدية بعض العبادات عنهما بعد وفاتهما مثل تأدية فريضة الحج وتأدية العمرة أو قضاء الصيام.
ثمرات بر الوالدين
بر الوالدين من أجل الأعمال الصالحة وأفضلها وله فضل كبير وثمرات عديدة نذكر منها التالي:
- برّ الوالدين يُطيل في عمر الأبناء ويَزيد لهم في رّزقهم: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».
- يكون بر الوالدين سبباً من أسباب تفريج الكروب على الأبناء حيث ان ثلاثة نفر أخذهم المطر فأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ، ففرّج الله عنهم فرجةً رأوا من خلالها السّماء بذكر أحدهما إحدى قصص برّه بوالديه.
- بر الوالدين والأقارب يكون سبب في قبول توبة العبد حيث جاء رجل إلى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟، فقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَكَ وَالِدَانِ؟ »، قَالَ: لَا، قَالَ: «فَلَكَ خَالَةٌ»؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَبِرَّهَا إِذًا».
- بر الوالدين يكون سبباً في قبول دعاء الوالد لولده البار به لقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ، لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ».