«يا رأفت مصر أمانة بين إيديك» سر دموع يوسف شعبان على « محسن ممتاز»..ما لا تعرفه عنه في ذكرى وفاته
عبر مشواره الفني الطويل جسد الفنان الراحل يوسف شعبان العديد من الأنماط البشرية، وكان حريصا على أن يتمرد على كل شخصية نجح في تقديمها، ويقدم أخرى مختلفة تماما، حتى لو لم تنجح الأخرى كما سابقاتها، لأنه عانى كثيرا على مدى مشواره بعد أن وضعه المخرجون في إطار واحد لا يتغير فعندما امتلك النجومية كان يغير جلده ويدخل في نسيج كل شخصية يلعبها، يمتزج بمشاعرها وينطق بلسانها ويعبر بملامحها، فأصبحت شخصياته الفنية علامات واضحة في مشواره.
من هذه الشخصيات شخصية (محسن (ممتاز) رجل المخابرات المصري في مسلسل (رأفت الهجان)، في هذه الشخصية لم يكن يمثل ولكنه كان الشخصية بأدق تفاصيلها، وكان يعطي درسا في فن التمثيل، وفى هذا العمل قدم مشهدين مازالا رغم مرور سنوات على تقديمها محفورين في ذاكرة الجمهور المصري والعربي أولهما كان يقول:
محسن ممتاز: خد بالك يا رأفت مصر أمانة بين إيديك.
رأفت الهجان: رقبتي سداده يا محسن بيه.
وقد صرح الراحل: « محسن ممتاز، شخصية نادرة وقليلا ما يلتقي الفنان بمثل هذه الشخصيات في حياته، وان كثيرون شاهدوا الحلقة الأخيرة في الجزء الأول، واعتقدوا أن دموعي ودموع ” محمود عبد العزيز” دموع تمثيل، لكنها كانت دموع حقيقة وما ظهر منها كان بسيطا، وأضاف أننا لو لم نكن صادقين في عمل مثل ” الهجان ” في أي الأعمال سوف نكون صادقين فيها، فهو عمل تاريخي لشخصيات أسطورية دخلت التاريخ ودخلنا معها».
وقد بدأ يوسف شعبان، مسيرته السينمائية سنة ١٩٦١ في فيلم “في بيتنا رجل” مع النجم عمر الشريف، والمخرج بركات ثم توالت أعماله السينمائية التي تعدت ١١٠ أفلام سينمائية أما مشواره التليفزيونى بدأ عام ١٩٦٣ وقدم أكثر من ١٣٠ مسلسلا أبرزها العائلة والناس والشهد والدموع والمال والبنون والوتد.
تألق يوسف شعبان، بشكل بارع في مسلسل “رأفت الهجان”، وأدائه لشخصية ضابط المخابرات “محسن بيه ممتاز” ولا يمكن نسيانه في “التوأم” و”ضد التيار” و”أميرة في عابدين” و”امرأة من زمن الحب”، و”الضوء الشارد” والسيرة الهلالية و”الحقيقة والسراب”.
اسمه بالكامل يوسف شعبان شحاتة شميس ولد في 16 يوليو 1936 بحي شبرا بالقاهرة والده كان مصمم إعلانات مشهور.
تلقى يوسف شعبان، تعليمه الأساسي في مدرسة الإسماعيلية والتعليم الثانوي في مدرسة التوفيقية الثانوية وبسبب تفوقه في مادة الرسم قرر الانتساب في كلية الفنون الجميلة ولكن عائلته رفضت بشدة وخيرته بين كلية البوليس أو الكلية الحربية أو كلية الحقوق ونتيجة للضغط الشديد عليه قرر الالتحاق بالكلية الحربية وأسقط نفسه فرفضوا انضمامه وعلمت عائلته بذلك فأجبرته على الانضمام لكلية الحقوق في جامعة عين شمس، وهناك تعرف على أصدقاء عمره الفنان كرم مطاوع والممثل سعيد عبد الغني والكاتب إبراهيم نافع، وقرر بناء على نصيحة كرم مطاوع الالتحاق بفريق التمثيل في الكلية ثم قدم أوراق اعتماده في المعهد العالي للفنون المسرحية.
وبسبب ضغط الدراسة في الكلية والمعهد قرر التركيز في دراسة المعهد وسحب أوراقه من كلية الحقوق وهو في السنة الثالثة، تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية من سنة 1962.
وفي المسرح قدم “الطريق المسدود” من إخراج الفنان نور الدمرداش ثم قدم عدة مسرحيات أهمها “شيء في صدري” و”أرض النفاق”، وعندها قرر تقديم اقتراح جريء بإنشاء “6” فرق مسرحية تلفزيونية بدلا من فرقة مسرحية واحدة لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي تخرجت من المعهد المسرحي ولكن قوبل اقتراحه بالرفض وصدر قرار بتوقيفه لمدة ثلاث سنوات وبعدها حدثت أزمة كبيرة في مسرح التلفزيون وقرروا إلغاء إيقافه ولكنه رفض العودة إليهم وشارك في بطولة مسرحية من إنتاج القطاع الخاص بعنوان “مطار الحب” بمشاركة الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي والفنانة ميرفت أمين سنة 1970.
تزوج يوسف شعبان ثلاث مرات فأثناء تصوير مسلسل “الحب الكبير” سنة 1963 قرر الاعتراف علنا لكل الموجودين بزواجه من الفنانة ليلى طاهر الذي استمر أربع سنوات فقط وحدث خلالها الطلاق ثلاث مرات مما أدى إلى الانفصال النهائي وظل الحب والاحترام يسود العلاقة بينهما.
وبعدها تزوج من نادية إسماعيل شيرين ابنة الأميرة فوزية بنت فؤاد الأول وأخت الملك فاروق وأنجب منها ابنته سيناء وآخر زوجاته كانت السيدة الكويتية إيمان خالد الشريعان، وأنجب منها ابنته زينب وابنه مراد المقيمين حاليا بدولة الكويت.