المرأة الحديدية المعمارية، زها حديد

كَتب: أحمد كِشك

دائمًا مايتحدث المجتمع عن حقوق المرأة، وإنها تستحق الكثير، لتنجب وسائل الإعلام لنا الشخصيات النسائية، الذين صنعوا المجد من عقر ديارهم، وإبراز أهم الرموز الذين أحدثوا ضجة في المجالات المختلفة، حديثنا اليوم عن إمرأة صنعت مجدًا سار على إسره العالم أجمع، إمرأة عربية عرقية الأصل لتكن لنا رمزا ومنبر ينبغي أن يُحتذى به.

زها حديد، أو كما هو معروف عنها “زَها محمد حسين حديد اللهيبي” مصممة معمارية عراقية بريطانية، نفذت٩٥٠ مشروعًا في ٤٤ دولة، تميزت أعملها بالخيال، حيث إنها تصنع تصميماها في خطوط حرة لا تحددها خطوط أفقية ولا رأسية وتميزت اعملها بالمتانة.

عملت “حديد”، على إنجاز العديد من المشروعات التي أوصلتها بجدارة إلى الساحة العالمية ولنا أن نرصد بعض أعملها العبقرية.

“منصة التزحلق في إنسبروك” ١٩٩٩ – ٢٠٠٢

يعد هذا المشروع علامة مميزة في المدينة وأحد أهم المعالم السياحية المهمة بها، يحتوي المبنى خليطًا من التجهيزات الرياضية العالمية ومقهى ومطعم وشرفة للرؤية، وتتحدد هذه العناصر المختلفة في تكوين واحد جديد، يتمتع بانسيابية عالية ويتناغم مع طبقات الأرض التي شُيدت عليها. يمتد على ميول الأرض لأعلى قمة الجبل، وعلى طول حوالي 90 مترًا وارتفاع 50 مترًا،إنشائيًا، ينقسم المبنى إلى برج خرساني رأسي وإنشاء فراغي من الحديد. ويُوجد مصعدان بنوافذ زجاجية لنقل الزائرين إلى المقهى الموجود على ارتفاع 40 مترًا فوق ظهر جبل بيرجسيل. ومن هذا الارتفاع، بالإمكان التمتع بجبال الألب المحيطة وكذلك، مُشاهدة المتزحلقين على الثلج وهم يطيرون فوق خط سماء.

“محطة إطفاء الحريق فيترا بألمانيا” ١٩٩١- ١٩٩٣

أول مبنى قامت بتشيده “حديد” وساهم في تشكيل شهرتها بشكل ساحق.

“مركز روزنتال للفن المعاصر” ١٩٩٧ – ٢٠٠٣

أول بناء لها بأمريكا، صمم هذا المبنى بالطريقة التفكيكة والذي لم يكن معهود في ذلك الزمن.

“محطة قطار ستراسبورج ألمانيا” ١٩٩٨ – ٢٠٠١

محطة متروا وبها موقف سيارات يتسع إلى ٨٠٠ سيارة.

“قاعة العقل بقبة الألفية بلندن” ١٩٩٨ – ٢٠٠٠

يوحي التصميم بطريقة عمل العقل البشري حيث تتداخل القطاعات الأنشائية الثلاثية المستخدمة في تنفيذ المنطقة مع بعضها ثم تفتح لكي تخلق سطحًا مستمرًا.
والكثير والكثير من الأعمال التي تستحق الحديث عنها كل لحظة، لقد افنت عمرها في الإنجازات هذا أقل ما يقال عن زها حديد.

نالت “زها” الكثير من الجوائز الرفيعة والمدليات والألقاب الشرفية في فنون العمارة وكانت من اوائل النساء الذين حصلن على جائزة بريتزكر بالهندسة المعمارية ٢٠٠٤، وهي تعادل نوبل في الهندسة، وحصلت على جائزة ستيرلينج في مناسبتين، وامتلكت وسام الإمبراطوية البريطانية، وسام الإمبرتطوري الياباني٢٠١٢، وأيضا الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية، ٢٠١٦،”لتصبح أول إمرأة تحظى بها”، وتم وصفها بأقوى مهندسة بالعالم، كانت تقول أن عالم الهندسة ليس حكرا على الرجال فحسب مما جعلها تحقق إنجازات عربية وعالمية ولم تكتف بالتصاميم المعمارية، بل صممت الأثاث وصولًا للأخذية.

حرصت أسماءٌ عالمية مرموقة على التعاون معاها، مما جعل منتقديها يطلقون عليها لقب” ليدى جاجا” بعالم الهندسة، وتم إختيارها كرابع أقوى إمرأة بالعالم ٢٠١٠.

توفت حديد عام ٢٠١٦ عن عمر ينهز ٦٥ عامًا، لتترك ورأها بصمة لا تنسى مدى الضهر.

مراجعة وتنسيق: أحمد كشك