بعد سنواتٍ من الآمال والإنجازات والنجاحات تبعتها أعوامٌ من التخبط والانكسار والآلام قضاها بيكيه داخل أسوار القلعة الكتالونية، يعلن بيكيه اعتزاله كرة القدم رسمياً ومغادرته نادي برشلونة الذي قضى فيه أكثر من عشر سنين من مسيرته الكروية.
حيث غادر بيكيه ملعب المباراة في الدقائق الأخيرة من المباراة التي جمعت فريقه برشلونة بفريق ألميريا في ملعب الكامب نو معقل الفريق الكتالوني وسط تحية حارة من الجماهير العاشقة لبرشلونة والتي تقدر لمدافعها المخضرم بيكيه سنواته الطويلة التي قضاها في خدمة هذا النادي.
وقال بيكيه في حديثه للصحافة: “سأموت في برشلونة”، معبراً عن محبته الكبيرة للنادي وارتباطه الوثيق به، ومؤكداً أنه سوف يعود للنادي من جديد بعد اعتزاله لكرة القدم عبر توليه أحد المناصب الإدارية في النادي.
وكان بيكيه قد أعلن سابقاً عن فسخ عقده بالتراضي مع نادي برشلونة وذلك بعد بلوغه 35 عاماً وبعد المجهودات الكبيرة التي قدمها اللاعب للنادي خلال سنين لعبه كقلب دفاع لا يمكن الاستغناء عنه في النادي.
وغادر بيكيه الملعب بعد ضمان انتصار فريقه برشلونة بهدفين دون رد، وضمان صدارة الترتيب في الدوري الإسباني برصيد 34 نقطة وذلك بشكلٍ مؤقت بانتظار نتيجة مباراة الغريم التقليدي فريق العاصمة مدريد غداً.
وتأتي هذه النهاية الحزينة للاعب بعد سلسةٍ من الانتقادات كانت تتهمه شخصياً بكونه أحد الأسباب الأساسية في انهيار مستوى الفريق في المواسم الأخيرة، ولا سيما تراجع نادي برشلونة واضطراره للعب في الدوري الأوروبي للموسم الثاني على التوالي، وخروجه بسيناريوهات مخجلة من بطولة دوري أبطال أوروبا، وذلك بعد المستوى السيئ الذي ظهر به بيكيه في آخر مواسمه مع برشلونة وبالأخص بعد رحيل الأسطورة ليونيل ميسي.
ويعتبر بيكيه الرجل الأخير المتبقي بصحبة زميله بوسكيتس من الجيل الذهبي لفريق برشلونة الذي حقق السداسية التاريخية بقيادة المدرب بيب غوارديولا، ويرى المتابعون أن رحيل بيكيه يعتبر النهاية الحقيقية لذلك الجيل الذهبي والبداية الحقيقية لجيل برشلونة الجديد رفقة المدرب الجديد تشافي الذي عاد لبرشلونة في الموسم الماضي، كما تترقب الجماهير الرحيل القريب أيضاً لزميله بوسكيتس الذي يتم اتهامه بأنه أحد أسباب تدهور الفريق كما هو الحال بالنسبة لبيكيه.
وقد تفاعلت الجماهير مع هذه المناسبة الحزينة حيث نفدت جميع تذاكر المباراة وامتلأت المدرجات بأكبر حضوراً لجماهير برشلونة في هذا الموسم في ملعب كامب نو وذلك لحضور لحظة وداع هذا اللاعب صاحب الأثر الكبير عند المشجعين، كما ارتدى اللاعبون في برشلونة قميصاً رمزياً يشير إلى الرقم 3 الذي يحمله بيكيه، وعليه عبارة “3 إلى الأبد” تخليداً لذكرى اللاعب ومساهماته مع الفريق لا سيما أنه من أبناء كتالونيا ومن أبناء النادي كما فاز مع برشلونة ب 3 ألقاب دوري أبطال أوروبا و8 ألقاب في الدوري الإسباني وبمجموع ألقابه بالكامل 30 لقباً مع هذا النادي.
لقد جاء بيكيه إلى النادي لاعباً عادياً ولكنه عاملة بالحب والفداء فكانت علاقته معه علاقة المحب مع حبيبه والابن مع أبيه فضحى في سبيله بكل شيء وقدم له خدمات كبيرة خلال السنين الطويلة فكان له ثمرة ذلك أن خرج من النادي وهو يعتبر عند الجماهير بحقٍّ أسطورة برشلونية إلى الأبد.