الكوليرا تحصد الأرواح في سوريا، والآلام تتفاقم في الرقة، الحسكة، ودير الزور، والوجع وإن غاب لفترة قصيرة لا يلبث أن يعود من جديد حيث تحل الكوليرا على طعام السوريين، وشرابهم فالمرض ينتشر دون أن يستثنيي أحداً أطفالاً، ونساءاً، ورجال.
فقد أرتفع نطاق الإصابة بوتيرة سريعة ففي أقل من شهرين إرتفعت الإصابة من بضع حالات إلى الآلاف، وعدد الوفيات في تزايد مستمر، ومما يساهم في تفشي المرض بشكل كبير هو استخدام المياه من مصادر ملوثه مثل نهر الفرات الذى تحول في العديد من المناطق إلى مستنقعات تمثل عائلاً للكثير من الأمراض، والأوبئة،
إضافة الى إعتماد مدناً بأكملها على صهاريج المياه كالحسكة، والتى يستخدمونها في كافة الأغراض اليومية بما فيها المأكل، والمشرب، وما لبثت هذه الصهايج حتى أصبحت من المصادر الرئيسية لتفشى الوباء.
حيث يعتمد نصف سكان سوريا على تلك المصادر من المياه الغير أمنه، إضافة إلى تناول الخضروات مجهولة المصدر، والتى يتم زراعتها على مياه ملوثة.
وفيما يبدوا أن التحذيرات التى أطلقتها المنظمات الدولية عن تفاقم الوباء لن تنجح في تحقيق الإستجابة المطلوبة في ظل بقاء، واستمرار العوامل المساعدة على إنتشار الوباء. فإلى متى سيظل السوريون في هذه المعاناة التى خلفتها النزاعات، وهل هناك سبيل للخروج من تلك الأزمة الكارثية فلم تعد سوريا سوى أطلال من بقايا دوله كان لها وجود فيما مضى فالأمر يحتاج إلى عودة وحدة الصف السورى مع بذل المزيد من الجهد، وبمساندة المجتمع الدولي بشكل عام، والمجتمع العربي بشكل شديد الخصوصيه حتى تتمكن سوريا من تجاوز محنتها، ويعود السوريون إلى سابق عهدهم.