تكون الفكاهة في التراجيديا بالتلاعب بالألفاظ والغموض والتعارض في المعاني وسوء الفهم وتحطيم المعتقدات والهراء وغيرها، التوتر بين الكلام والتوقعات في المعنى يتنج عنها الضحك، والضحك كما يسميه علماء اللغويات نوع من أنواع الكلام لتبادل المشاعر، ويعتقدون أنه تطور عن البكاء، فالطفل عند ولادته يبكي قبل أن يتعلم الضحك.
تُبنى الفكاهة على نظرية الإطلاق، والتي تعني الحصول على الراحة التي يسبقها التوتر الناتج عن المؤثرات.
وحسب فرويد فإن الدعابات تمثل إطلاق للطاقة العقلية عبر التخفيف من قمع الأنا العليا بسبب الموانع الاجتماعية، فبذلك تكون الفكاهة والمزاح شكلاً من أشكال التسامي لأخذ راحة قصيرة من القمع الناتج عن الحياة اليومية والمشقة التي يتطلبها الواقع الاجتماعي التي تسمح بتهدئة العقل، فقد كانوا في معسكرات الاعتقال يروون النكات ليحافظوا على صحتهم العقلية.
للفكاهة وظائف اجتماعية ونفسية، تعمل قوة السخرية على تليين الشخصية والسلوك ويُنتج المرونة النفسية والإصلاح الاجتماعي عبر توجيه الناس إلى الفضيلة وأحياناً لها قوة أكبر من المواعظ، مما يمكن اللجوء إليها من أجل التلاعب والتملق ونزع التوتر أو نكئ جرح أو معالجته، يعطينا جرأة للتباهي بعيوبنا فمن الممتع الإنغماس بتفاهات كهذه فهي تعد إستراحة من الجدية.
كما أنها تفيد بتشكيل تراث غني بالهجاء الاجتماعي والنقد، في المجتمعات القبلية توجيه النكات بشكل شخصي قد يكون إحد أشكال الصداقة ومدى مرونتها عبر إلقاء الإهانات ليكشف كمية التحمل. متعة الضحك لا تكون إلا بصحبة الآخرين فهي مشاركة للمشاعر الجسدية والروحية وتعمل على تقويتها. ومن المثير أن منع الضحك يدفع الى إثارته ولابد أن هذا الأمر وقعتم به مرات عديدة.
فالفكاهة تجعل الغموض السياسي قريب فبإمكانها الإستنكار وفضح الخداع وحل النزاعات الاجتماعية وقد يكون الضحك المتبادل بمثابة نزع السلاح حيث يشير الجسد الضاحك انه غير قادر على الحاق الأذي فالنكتة أحيانا تقول ما لا يجب قوله فتعمل على جرف الأشياء للضوء.