أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي تلك حكم القدماء والعقلاء تكتب بماء من ذهب فهي من الواقع وبها عبر وقصص رائعة لتنمية النفس البشرية وتهذيب النفوس،أن تأتي متأخر فذاك يعن أنك تدراكت الوقت المناسب وأدركت الوليمة في موعدها قبل أن تنفض وينتهى الفرح، وكما يقال في الأمثال بعد العيد ما يتفتلش كحك، وذلك لأن كحك العيد صنع لأجل فرحة العيد، والكحك بعد العيد لا يسمى كحك العيد بل ينظر إليه على أنه حلوى عادية مثل كل الحلويات الغير موسمية وهناك قصص كثيرة تنصب في هذا المثل ومن أبرزها إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص رضي الله عنهما فقد دخلا الإسلام متأخرا جداً قبل فتح مكة وبالرغم من ذلك فقد أحسنا إسلامهما وأصبحا من أبرز قادة المسلمين فبيد عمرو بن العاص تم فتح مصر وعمان، وعلى يد خالد بن الوليد كانت أكثر الفتوحات الإسلامية شهرة وأهمها قيمة وكان لخالد بن الوليد بالغ الأثر في حروب الردة وكانت له انتصارات عظيمة على الفرس والروم وكان قد سماه الرسول صلى الله عليه وسلم سيف الله المسلول، وخالد دخل إلى الإسلام متأخرا، لأن تأتي متأخر خير لك من أن لا تأتي، عندما تأتى متأخر سوف تنال من الحب جانب وهذا مثل آخر اشتهر في أمثالنا الشعبية.
قصص قصيرة مؤثرة عن مصاعب الحياة
ومرت بنا قصص كثيرة واقعية عن الذهاب إلى المناسبات المختلفة متأخرا فانت أتيت متأخرا فذك دليل على أنك عزمت على الحضور،ولكن أخرك عارض خارج عن إرادتك، والله عز وجل يحب الرجل الذي يعود إليه متأخرا ولكن تائب من الذنوب، فالله عز وجل يسميه تائب وعائد إلى الحق فتكون له منزلة عليا ويبدل الله سيئاته حسنات ويكون من المتقين المبشرين بجنة نعيم فيقول الله عز وجل
﴿وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا (68) يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَئَِّاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَإِنَّهُۥ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتَابٗا (71)﴾ [الفرقان ٦٨-٧٠]
التعامل مع الموظف المتمرد والمستهتر
فتلك دعوة لكل فاسد أو ظالم في مجال عمله أو مجتمعه، أقول له لا تيأس من رحمة الله وأرجع عن ظلمك ورد الحقوق إلى أصحابها، وتب إلى الله فإنه يفرح بالعبد التائب كما تفرح الأم بعودة وليدها.
وفي الحياة العملية أمثلة ونماذج كثيرة تثبت تلك الأمثال ومنها أن تكون ذاهب إلى العمل ولكنك تكتشف أنك تأخرت كثيرا وقد تلام من مديرك في العمل،ويوسوس لك شيطانك أن تنام وتعود من حيث أتيت، أفضل لك، ولكنك تقاوم تلك الوساوس المحبطة، ثم تذهب إلى عملك فتفاجأ بأن مديرك يسامحك ويقبل عذرك، فترتفع معنوياتك في العمل فتنجز أشياء لم تنجزها من قبل وتظهر لك بعض العبقرية والذكاء فيقدر رؤسائك في العمل مجهودك، وقد تنال مكافأة أو ترقية ويصير ذلك اليوم من أفضل أيامك، ولذلك يقال في الأمثال “اللي تخاف منه ما يجيش أحسن منه” بالطبع كونك تأتي متأخر فذلك يدل على نوع من الإهمال أو أنك صادفك عارض طارق منعك عن الالتزام بالوقت المحدد وقد يقبل عذرك أما إذا غبت ولم تأتى، فذلك يعطي انطباع بأنك مهمل ومستهتر ولا تبالى بمن حولك وقد يظن البعض أنك لا تهتم بهم فلا يهتمون بك وقد يحتقرونك.
أن تأتي متأخرا فلك عذرك وقد يفهم البعض أنك مهتم جداً لدرجة أنك تركت أعمالك المهمة وأتيت للأهم إذا فأنت إنسان محترم تخاف من حزن الناس وعتابهم لذلك فأنت تحارب من أجل المجيء.
اللي تخاف منه ميجيش احسن منه”مثل شعبي”
وكثيرا من الشباب الحديث السن،لا يدركون أن من اشتهر عنه أنه لا يبالى المواعيد والمناسبات ،فأنه يكتسب صفة المقصر في الواجبات الاجتماعية،فيصبح بعد ذلك منبوذا ومكروها من المعارف والأصدقاء،وقد تلازمه تلك الصفات الى أن يصبح كهلا كبيرا،فيندم على التفريط في المناسبات الأجتماعية،وأنه قد خسر كثير من المعارف والأقارب،بدون ان يعلم السبب الحقيقى،لأن من أسباب نفور الأحباب عنك،هو إحساسهم أنك لا تبالي بهم ولا تهتم.
فتحدث الغربة،بينك وبينهم حتى ولو كنت في أوساطهم،ولذلك صدق الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم حين أمرنا بزيارة المريض والمشى في الجنازات وصلة الرحم والعفو عن من أساء إليك ابتغاء مرضاة الله.
وتلك نبذة صغيرة من الحكايات والقصص عن إصلاح النفس وإصلاح المجتمع،وكلمات تستحق أن تكتب بماء الذهب ونموذج تنمية بشرية لتحفيز الشباب، وأدعو الله أن تكون نافعة ومفيدة لكل من يقرأها.
وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا (68) يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَئَِّاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَإِنَّهُۥ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتَابٗا (71) وَٱلَّذِينَ لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِٱللَّغۡوِ مَرُّواْ كِرَامٗا (72) وَٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بَِٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ لَمۡ يَخِرُّواْ عَلَيۡهَا صُمّٗا وَعُمۡيَانٗا (73) وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُوْلَٰٓئِكَ يُجۡزَوۡنَ ٱلۡغُرۡفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوۡنَ فِيهَا تَحِيَّةٗ وَسَلَٰمًا (75) خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ حَسُنَتۡ مُسۡتَقَرّٗا وَمُقَامٗا (76) قُلۡ مَا يَعۡبَؤُاْ بِكُمۡ رَبِّي لَوۡلَا دُعَآؤُكُمۡۖ فَقَدۡ كَذَّبۡتُمۡ فَسَوۡفَ يَكُونُ لِزَامَۢا (77)
حلم يا لله