ما زال شبح الحرب الأوكرانية الروسية يرمي بظلاله على مختلف دول العالم، وتزاد المخاوف من تداعيات تلك الأزمة مع اقتراب شهر الشتاء، والذي لم يتبقى عليه سوى شهرين، وعلى الرغم من أن الدول الأوربية وعلى رأسها ألمانيا، تحرص حاليًا على ملء مخازن الغاز حتى وصلت إلى ما يتجاوز 80% من أقصى طاقة لها، حيث تم تخزين 888 تيراواط ساعة من الغاز حتى الآن، وهو ما يفوق مستوى الذروة في مخزوناتها قبل الشتاء في العام الماضي، والتي بلغت 858 تيرواط ساعة، بحسب وكالة رويترز، ولكن السؤال المطروح، والذي سوف نجيب عليه في السطور التالية؛ ماذا لو استمر انقطاع الغاز الروسي عن القارة الأوروبية في فصل الشتاء القادم، وموضوعات أخرى ذات صلة.
الدب الروسي يكشر عن أنيابه
يتوقع العديد من الخبراء في العالم أن تشهد القارة العجوز شتاءًا مختلفًا في العام المقبل، بعد قرار روسيا قطع إمدادات الغاز عنها، وتتهم الدول الأوربية الدب الروسي، باستخدام سلاح الغاز ضدها، حيث أثار إعلان شركة غاز بروم الروسية الأخير، بإغلاق خط نورد ستريم 1 بشكل كامل عن أوروبا، وهو الخط الرئيسي لنقل الغاز إلى القارة الأوروبية، وزادت تلك الشكوك بعد إغلاق شركة غازبروم، خط نورد ستريم تمامًا، بعد أن اكتشفت تسريب للنفط في محطة الضغط، وحتى يتم حل المشاكل المتعلقة بتشغيل المعدات، على حد ما ذكرته وأعلنته الشركة في تصريحها الرسمي.
ظلام وصقيع وركود
تزيد المخاوف في القارة الأوروبية مع اقتراب فصل الشتاء، ولا سيما مع التصعيد الروسي ضد الدول الأوروبية، تمثل في وقف شركة غازبروم الروسية، تدفقات الغاز عبر خط «نورد ستريم 1»، لثلاثة أيام متتالية بهدف تنفيذ أعمال صيانة مفاجئة، على أن تعود الإمدادات من جديد في الرابع من شهر سبتمبر الجاري، ورغم الحذر الشديد من الدول الأوربية وتحسب وقوع هذا الأمر، وملء خزانات الوقود باحتياطي من الغاز يفوق 80% من سعتها، إلا أن هذا المخزون لن يكفي سوى لثلاثة أشهر، في حال انقطاع الغاز الروسي، ما يعرض المواطنين في الدول الأوربية إلى ظلام وصقيع، فضلًا عن زيادة الركود الذي تشهدة منطقة اليورو حاليًا.