تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى ثلاثة أيام سيولا وأمطارا غزيرة أحدثت أضرارا بالغة بالممتلكات والمرافق العامة، ومحاصرة بعض الأشخاص بمنازلهم حتى نجحت الفرق المعنية في إنقاذهم خلال وقت قياسي.
الأمطار الغزيرة التي شهدتها الإمارات أدت إلى جريان الأودية وتجمع المياه في المناطق المنخفضة في إمارة الفجيرة والمناطق الشرقية بالدولة، وتم تشكيل لجنة لحصر الأضرار، واتخاذ قرار بالعمل عن بعد ليومي الخميس والجمعة في المناطق المتضررة لموظفي الحكومة والقطاع الخاص، حسبما أفادت وكالة الأبناء الإماراتية.
من المعروف أن مناخ دولة الإمارات صحراويا، يسجل درجات حرارة عالية في فصل الصيف، وهو ما دفع المركز الوطني للأرصاد الجوية بدولة الإمارات إلى إلقاء مسئولية هذه الأمطار الغزيرة أو السيول في الإمارات إلى تغير المناخ، وقال المركز الوطني للأرصاد في الإمارات، إن السيول والأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد، جاءت بسبب تكون السحب الركامية الممطرة على بعض المناطق الشرقية، وامتدت على بعض المناطق الداخلية تصاحبها رياح نشطة السرعة وقوية أحيانًا وتصل سرعتها 45 كم/س.
ظواهر جوية متطرفة
من جانبه يقول الدكتور كريم عمر الخبير البيئي والمدير الفني لمشروع بناء القدرات الوطنية التابع لوزارة البيئة المصرية أن ما يحدث من تغيرات غير مسبوقة في أنماط هطول الأمطار أو الثلوج أو زيادة تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة بما في ذلك الفيضانات والأمطار الغزيرة والعواصف والجفاف وموجات الحر والحرائق هو نتاج للتغيرات المناخية التي يعاني منها كوكب الأرض.
و يضيف دكتور عمر أنه مع ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع درجة حرارة الهواء، تتبخر المزيد من الرطوبة من الأرض والماء إلى الغلاف الجوية وتعني الرطوبة بشكل عام المزيد من الأمطار والثلج والمزيد من الأمطار الغزيرة في أماكن وأوقات وكميات متفاوتة من ذي قبل، مما يؤدي إلى تغير العمليات البيئية وتوزيع الكائنات في الكثير من الأوساط، وزيادة مخاطر الفيضانات والجاف، وانخفاض جودة المحاصيل والثروة الحيوانية، وتحول أحزمة المحاصيل، فعلى سبيل المثال يمكن زراعة الأناناس الذي يزرع حاليا في المناطق الاستوائية في المستقبل في مناطق أخرى.