سجل أشرف بن شرقي اسمه في لوحة الشرف الكبرى في تاريخ الأجانب الذين لعبوا للزمالك على مدار تاريخه، ودخل قائمة تضم عظماء من أمثال كوارشي وإيمانويل وساسي، والأكيد أنه سوف يتخطى ساسي، بفارق حلاوة الخاتمة لصالحه، لقد استمر في نادي الزمالك ثلاث سنوات، وكان ختامها مسك، عندما أحرز مع النادي كأس مصر في آخر يوم له في عقده، وكان له دور كبير في المباراة، كان نموذجا للاعب المحترف الخلوق، الذي أجبر جماهير النادي على احترامه وحبه.
أشرف بن شرقي أحد اللاعبين الحريفة بلا شك أو جدال، ولا يمكن أن تجد متابع أو متخصص في الشأن الكروي في مصر غير مقتنع بإمكانياته وفنياته العالية، وتأثيره الكبير على أداء النادي الذي يلعب له، وتأثيره الأكبر في النادي المنافس مهما كان، فقد اتفق الجميع على أنه أفضل أجنبي يلعب في الدوري المصري منذ فترة طويلة، متفوقا على التونسي فرجاني ساسي بأهدافه الحاسمة التي تأتي على طريقته وبمهاراته الخاصة.
في أول مباراة يشاهدها في مصر بعد التعاقد معه لتدريب المنتخب، أول من أعجب به فيتوريا هو أشرف بن شرقي وتفاجأ بأنه ليس لاعبا مصريا، إنها الموهبة الظاهرة للعيان منذ الوهلة الأولى، لان بن شرقي لديه شخصيته التي تلفت الانتباه، فلم أجده يوما متوترا بسبب أهمية المباريات الأفريقية، أو سخونة المنافسة في مباريات الديربي مع الأهلي، دائما وأبدا هادئ يعلم ماذا يفعل بصرف النظر عمن سيلعب أمامه.
جمهور الزمالك كان يلوم اللجان المعنية التي إدارة النادي خلال الماضي، لأنها لم تبادر بالتعاقد مع أشرف بن شرقي، أو على الأقل إذا أصر على الرحيل، فإن للنادي حق الاستفادة المادية منه بدلا من رحيله مجانا في نهاية عقده، ولعل الكثير من الجمهور حتى الآن حزين على ذلك، لكن الحقيقة أن الجماهير والنادي كانوا محظوظين لأن اللجان السابقة فشلت في تجديد عقد بن شرقي أو بيعه.
لأن الظروف وقتها لم تكن تساعد بن شرقي للموافقة على تجديد عقده، نظرا للظروف المادية والإدارية السائدة في النادي، والتي كانت تقلق بن شرقي وغيره من اللاعبين المحترفين، وحتى اللاعبين المصريين، وبالتالي لو كانت اللجان أصرت على إما التجديد وإما البيع، لكان نادي الزمالك بدون أشرف بن شرقي منذ بداية الموسم، وخسرنا متعة وجوده مع الفريق خلال الفترة الماضية، وخسرنا تأثيره في مسيرة الفريق نحو الفوز بكأس مصر 2021.
كل التصريحات الرسمية التي خرجت عن تفاوض النادي مع أشرف بنشرقي خلال الشهور الأخيرة، كانت تؤكد أن النادي أكد للاعب أنه لا خلاف على المقابل المادي ولن يختلفوا حوله، المهم أن يقرر إذا كان راغبا في التجديد أم لا؟ وكان الرد دائما أنه لا يتحدث عن الأموال بقدر رغبته في خوض تجربة احترافية أخرى في بلد آخر، وكان اسم هذا البلد الآخر ما بين دولتي الإمارات وقطر.
ورغم أن أشرف بن شرقي رحل أمس متوجها إلى بلده المغرب منهيا عقده بصفة رسمية مع الزمالك، بعد اتفاق جنتلمان مع إدارة الزمالك مبكرا لتحديد ميعاد المغادرة في الوقت المناسب، لكل من النادي واللاعب، بحيث يراعي مصلحة الطرفين، فلا النادي تمسك بوجوده مع نهاية شهر أغسطس، الموعد الرسمي لنهاية الدوري المصري، ولا اللاعب تمسك بالرحيل في نهاية يونيو التاريخ الرسمي في تعاقده.
إلا أنه لم يعلن حتى الآن وجهته القادمة، ربما يكون ما زال في مرحلة التفاوض بين أكثر من عرض سواء داخل إحدى الدول الخليجية أو بين عرضين في دولتين مختلفتين، وربما يحتاج إلى أيام قليلة للإعلان عن الخطوة القادمة له، لكن الأكيد أنه حتى اللحظة ليس هناك تعاقد رسمي مع أي نادي في مصر أو خارجها، وتفسير ذلك ربما يكون عاديا جدا، ونسمع بعد ساعات قليلة اسم النادي الجديد.
والاحتمال الثاني، أن الأماني بالنسبة لجماهير الزمالك مازالت قائمة، في عودة أشرف بن شرقي مرة أخرى إلى مصر، ونادي الزمالك، خاصة وأن آخر لقاء له مع مرتضى منصور، حسب ما قيل في الإعلام أمس، أنه عرض عليه مرة أخرى رقما جديدا لتعاقد جديد، وقد صرح اللاعب بأنه سوف يفكر فيه خلال أيام قليلة قادمة، ويبلغه بالرد، خاصة في ظل الانطباع المتبادل بينه وبين جماهير الزمالك في مباراة الكأس.
رئيس نادي الزمالك ;مرتضى منصور يُعلن عدم التجديد للاعب أشرف بن شرقي
ليس هناك مبالغة من جماهير الزمالك في التمسك بالاعبين من عينة فرجاني ساسي أو أشرف بن شرقي، لأن اللاعبين الأجانب الذين تركوا بصماتهم في الملاعب المصرية نستطيع عدهم على أصابع اليد الواحدة، سواء في الزمالك أو الأهلي، ويكفي ذكريات الاهلوية عن جلبيرتو وفلافيو، رغم أن الأهلي جلب عشرات اللاعبين غيرهم، لذلك عندما تفلح إحدى الصفقات، ويكون لها هذا التأثير الكبير يحق للجماهير أن تتمسك بها وتتمنى استمرارها، ولعل الساعات القادمة ترجح الاحتمال الأضعف وتحمل خبر عودة بن شرقي.